الجمعة, 30 مايو 2025 03:02 PM

هدية بيلاروسية تنعش قطاع النقل الداخلي في سوريا: ارتياح للمواطنين وميزات تنافسية

هدية بيلاروسية تنعش قطاع النقل الداخلي في سوريا: ارتياح للمواطنين وميزات تنافسية

باصات بيلاروسية حديثة تحظى بإقبال واسع في المحافظات السورية

لاقت خطة تسيير حافلات النقل الداخلي مؤخرًا في عدد من المحافظات السورية استحسانًا كبيرًا من المواطنين الذين أشادوا بمزاياها خلال استخدامهم لها. وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات وصور ومقاطع فيديو تعبر عن آراء المستخدمين وارتياحهم للميزات المتطورة التي تتمتع بها هذه الحافلات مقارنةً بباصات النقل الداخلي القديمة.

وكانت سوريا قد تسلمت 50 حافلة كهدية من دولة بيلاروسيا بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024.

توزيع مدروس واستقلالية للشركات

أوضح مدير المؤسسة العامة لنقل الركاب، عمر أحمد قطان، أن توزيع هذه الحافلات البيلاروسية تم على أربع محافظات بناءً على دراسة مستفيضة أجرتها لجنة مكلفة من قبل وزير النقل. حيث تم تخصيص محافظتي حلب وحمص بـ 10 حافلات لكل منهما، و 8 حافلات لمحافظة اللاذقية، بينما حصلت محافظة دمشق على الحصة الأكبر بواقع 22 حافلة.

وأشار قطان إلى أن اللجنة راعت في توزيعها الحاجة الفعلية لكل محافظة، وأن هذه الخطوة تعتبر بمثابة جرعة إسعافية أولية لسد النقص في حافلات النقل الداخلي. كما أكد أن هذه الحافلات تم توزيعها على الشركات العامة للنقل الداخلي في المحافظات المذكورة، والتي تتمتع كل منها بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري منذ أكثر من خمسين عامًا.

ميزات تنافسية تجذب الركاب

تتميز حافلات النقل الداخلي الجديدة التي وصلت إلى سوريا على دفعات بنظام التشغيل الأوتوماتيكي، ومحركها رباعي الأسطوانات (4 سلندر) بقوة 220 حصان من طراز "MAZ 206" وسنة الصنع 2025. كما أنها تتميز بكفاءة عالية في استهلاك الوقود، حيث تستهلك حوالي 35% أقل مقارنةً بالنماذج السابقة.

إلا أن الدفعة الأخيرة التي وصلت في 21 أيار 2025 إلى مرفأ طرطوس، والتي تم تسليمها إلى مديرية نقل الركاب في اللاذقية (ثمانية حافلات)، تختلف في مواصفاتها، حيث يبلغ قياس الحافلة الواحدة 13 مترًا ومزودة بثلاثة أبواب، أحدها مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة.

دعاء سلامة، موظفة في القطاع العام، شاركت تجربتها مع عنب بلدي، حيث استخدمت ثلاثة حافلات نقل داخلي تابعة لشركات مختلفة في يوم واحد، وأعربت عن دهشتها من التباين الكبير بينها. فخلال استخدامها إحدى الحافلات الحديثة على خط "مزة جبل – برزة"، شعرت براحة كبيرة من حيث قيمة التعرفة (ألف ليرة سورية)، والراحة في الجلوس، وسلاسة حركة الحافلة.

وفي رحلة عودتها، استخدمت حافلة تابعة لشركة "زاجل" الحكومية بتعرفة 2000 ليرة سورية، إلا أن الحافلة كانت أكثر ازدحامًا وأقل جودة من الحافلات الحديثة. أما في رحلتها الأخيرة مع حافلة تابعة لإحدى الشركات الخاصة، اضطرت لدفع 3500 ليرة سورية، ولم تتمكن من الحصول على مقعد بسبب الازدحام الشديد، بالإضافة إلى الحالة المتهالكة للحافلة وإصرار السائق على تحميل المزيد من الركاب.

تحديات الصيانة وقطع الغيار

أوضح مدير المؤسسة العامة لنقل الركاب أن هذه الحافلات أتت كهدية من بيلاروسيا، وليست بموجب اتفاقيات أو عقود توريد، لذلك لم تتضمن بنودًا تلزم بتوريد قطع غيار أو تدريب الفنيين على الصيانة في بلد المنشأ. وأضاف أنه تم توريد عدد محدود من قطع الغيار مع الحافلات كعينات، تشمل بخاخات وفلاتر زيت ومرايا ولوازم تعمير المحركات.

وأشار قطان إلى توفر فنيين قادرين على إصلاح الحافلات في سوريا، إلا أنهم بحاجة إلى دورات تدريبية متخصصة لإتقان عمليات الإصلاح وتسريعها.

وتأتي هذه الحافلات ضمن خطة وزارة النقل لتعزيز منظومة النقل الداخلي في محافظات دمشق وحلب وحمص واللاذقية، وتحسين جودة الخدمة وتلبية احتياجات المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

مشاركة المقال: