الأربعاء, 28 مايو 2025 08:52 AM

نتنياهو يتحدى المجتمع الدولي ويتعهد بـ"القدس الموحدة".. وتقارير تكشف عن رشاوى إسرائيلية لنقل السفارات

نتنياهو يتحدى المجتمع الدولي ويتعهد بـ"القدس الموحدة".. وتقارير تكشف عن رشاوى إسرائيلية لنقل السفارات

تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإثنين بأن القدس ستبقى موحدة تحت سيادة إسرائيل، وذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء عُقد في بلدة سلوان جنوب أسوار البلدة القديمة في الشطر الشرقي للقدس، بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ 58 لاحتلالها.

في هذه المناسبة التي تسميها إسرائيل ذكرى "إعادة توحيد" المدينة التي احتلت الجزء الشرقي منها وضمته إثر حرب حزيران/يونيو 1967، تُنظم مسيرة الأعلام للتأكيد على قرار الضم الذي لم يعترف به المجتمع الدولي ولا بإعلان إسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها، فيما يُنشد الفلسطينيون إقامة عاصمة لدولتهم العتيدة في القدس الشرقية.

في بلدة سلوان، حيث يوجد موقع أثري يعتقد أنه الموقع القديم للقدس في عهد الملك داوود، قال نتانياهو "سنحافظ على القدس موحدة، كاملة، وتحت السيادة الإسرائيلية".

وبدأت مجموعات من الإسرائيليين المحتفلين "بيوم القدس" بالوصول إلى البلدة القديمة التي أغلق تجارها أبواب محلاتهم، في أجواء مشحونة على وقع الحرب المتواصلة في قطاع غزة.

ويشارك سنويا آلاف القوميين الإسرائيليين وعدد كبير منهم من اليهود المتدينين في المسيرة التي تبدأ من الشطر الغربي للمدينة وصولا إلى البلدة القديمة مرورا بالحي الإسلامي وأغلب سكانه فلسطينيون.

وتنتهي المسيرة في المساء عند حائط البراق الذي يسميه اليهود "الحائط الغربي" ويقولون إنه آخر ما تبقى من الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 ميلادية. ويُعد هذا الموقع الأقدس لدى اليهود الذين يُسمح لهم بالصلاة فيه.

ووصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الإثنين إلى باحات المسجد الأقصى.

وقال بن غفير في مقطع فيديو على تلغرام "صعدت إلى جبل الهيكل بمناسبة يوم القدس، صليت من أجل النصر في الحرب، من أجل عودة جميع أسرانا، ومن أجل نجاح رئيس جهاز الشاباك الجديد ديفيد زيني. عيد قدس سعيد".

وقال يوسف أزولاي، الطالب في إحدى المدارس الدينية وعمره 21 عاما، "نحتفل بهذا اليوم الذي انتصرنا فيه على جميع أعدائنا، ونحن هنا الآن لنحمد الله على هذه المعجزة".

بدأت فعاليات "يوم القدس" مساء الأحد، وكما هي الحال في الأعياد اليهودية، برفع علم إسرائيلي ضخم في الباحة أمام الحائط.

ووسط موجة الحر، اندلعت صدامات بين بعض المشاركين في المسيرة وبعض الفلسطينيين تبادلوا خلالها الشتائم في مشهد يتكرر كل عام في يوم يخيم فيه التوتر على الأحياء الفلسطينية في المدينة.

ورُصدت مجموعات من الشبان بعضهم يحمل الأعلام الإسرائيلية في مواجهة مع تجار فلسطينيين ومارة ومع نشطاء حقوق إنسان إسرائيليين.

وقام الشبان بالبصق على الناس وإطلاق الشتائم كما حاولوا اقتحام منازل فلسطينيين.

وقال مراسلو وكالة فرانس برس إن الشرطة اعتقلت إثنين منهم على الأقل.

ورغم التوتر السائد، واصل بعض السياح التجول في أزقة البلدة القديمة، ودعا المرشدون السياحيون إلى الحذر ومروا بسرعة أمام المحال المغلقة.

ووصل عضو الكنيست السابق موشيه فيغلين الذي بدأ يروج لحزبه اليميني المتطرف "زيهوت" (الهوية) وقال "لكل أمة ولكل ديانة عاصمة وطنية وروحية، لكن لسبب ما، كل الأمم تريد جزءا من مدينتنا المقدسة الوحيدة".

وأضاف "القدس لليهود وفقط لليهود".

تعتبر إسرائيل القدس عاصمتها "الموحدة وغير قابلة للتقسيم" رغم عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، عدا عن الولايات المتحدة التي اعترف رئيسها دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.

وأغلقت المحلات التجارية في البلدة القديمة أبوابها. ففي مثل هذا اليوم من كل عام، تفرض السلطات الإسرائيلية على التجار في البلدة القديمة إغلاق محالهم، وتمنع الشرطة الفلسطينيين من الاقتراب من المسيرة التي يرون فيها استفزازا متعمدا لمشاعرهم.

وقال تجار لوكالة فرانس برس إنهم تلقوا تعليمات من الشرطة الإسرائيلية بعدم الحديث إلى الصحافيين أثناء مسيرة هذا العام.

وكما العام الماضي، نظم نشطاء يساريون إسرائيليون مسيرة "الورود" المضادة لمسيرة الأعلام.

وقال غادي غفرياهو وهو منظم المسيرة وقائد حركة "تاغ مئير" (شارة النور) التي تروج للسلام والتعايش ردا على الكراهية والعنصرية ضد الفلسطينيين، "سنوزع ورود السلام على سكان القدس وخاصة المسلمين والمسيحيين".

أما المديرة التنفيذية لمركز العمل الديني في إسرائيل أورلي ليخفسكي فأكدت "نحن غير مستعدين للقبول بأن يتم الاحتفال بهذا اليوم وسط العنف والعنصرية".

وأشارت إلى أن "مسيرة الاعلام" شهدت تصعيدا سلبيا في السنوات الأخيرة معربة عن أملها في أن تكون مسيرة الورود "صوتا يهوديا من أجل قدس مختلفة ودولة إسرائيلية ذات توجهات مختلفة".

وفي البلدة القديمة في القدس، قَبِل بعض الفلسطينيين الورود التي قُدمت لهم.

لكن رجلا مسنا كان يجلس قرب باب العمود رفض ذلك قائلا "هل ترى ماذا يحصل في غزة؟ أنا آسف لكن لا يمكنني قبولها".

لاحقا، تم رصد مجموعة من المراهقين في المشاركين في المسيرة يمزقون الورود ويرمونها.

وتنظم مسيرة الأعلام للسنة الثانية خلال الحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة ووسط تجدد الدعوات من قبل شخصيات يمينية إسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة بأكملها بما يشمل الضفة الغربية.

وسجل الجيش الإسرائيلي الاثنين إطلاق ثلاث قذائف من قطاع غزة المحاصر الذي دمرته الحرب، سقطت اثنتان منها داخل القطاع، وتم اعتراض واحدة.

في 2021، وفي اليوم المحدّد للمسيرة وبعد مواجهات بين فلسطينيين والشرطة في القدس الشرقية، أطلقت حماس وابلا من الصواريخ على إسرائيل واندلعت على الإثر حرب استمرت 11 يوما بين الجانبين.

وعام 2022، اندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية خلال المسيرة أسفرت عن إصابة 79 شخصا على الأقل.

وعقد الاجتماع بمناسبة "يوم القدس" الذي تحيي إسرائيل فيه الاثنين الذكرى 58 لاحتلالها القدس الشرقية. وتحتوي بلدة سلوان على موقع أثري يعتقد أنه الموقع القديم للقدس في عهد الملك داوود.

الى ذلك كشفت القناة 12 العبرية، الاثنين، أن "الحكومة الإسرائيلية تعرض تقديم ملايين الدولارات كمساعدات للدول التي تقرر نقل سفاراتها إلى مدينة القدس".

وقالت القناة في تقرير: "ستقدم إسرائيل مساعدات بملايين الدولارات للدول التي تقرر نقل سفاراتها إلى القدس".

وأضافت: "وفقًا للاقتراح، ستُقدم هذه المساعدة، من بين سبل أخرى، من خلال المساهمة في تمويل النفقات المتعلقة بإنشاء أو نقل السفارات".

وترفض معظم الدول نقل سفاراتها إلى القدس، معتبرةً ذلك تأييدًا ضمنيًا لإعلان إسرائيل القدس عاصمة لها، مما قد يقوّض الجهود الدولية لحل الدولتين ويؤدي إلى تهميش حقوق الفلسطينيين في القدس الشرقية كعاصمة لدولتهم المستقبلية.

والدول التي لها سفارات في القدس هي الولايات المتحدة الأمريكية وكوسوفو وهندوراس وغواتيمالا وبابوا غينا الجديدة وباراغوي.

مشاركة المقال: