الثلاثاء, 3 يونيو 2025 08:55 AM

من ساحات القتال إلى أسواق إدلب: مصير "الجهاديين الأجانب" في سوريا بعد تحولات السلطة

من ساحات القتال إلى أسواق إدلب: مصير "الجهاديين الأجانب" في سوريا بعد تحولات السلطة

في خضم التحولات السياسية السريعة في سوريا، يجد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع نفسه في موقف معقد، محاطًا بتحديات داخلية وخارجية. فبين الضغوط الأمريكية والمقاتلين الأجانب المتهمين بالإرهاب، تتشكل ملامح مستقبل سوريا الجديد.

لم يكن أحد يتوقع هذا التحول الدراماتيكي، فسقوط نظام بشار الأسد السريع وصعود أحمد الشرع، المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني، إلى الرئاسة الانتقالية، كان مفاجئًا للكثيرين. هذا التحول لم يكن ممكنًا لولا دور آلاف المقاتلين الأجانب الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم، والذين ساهموا في القتال بخبراتهم وتنظيماتهم.

اليوم، يشكل هؤلاء المقاتلون جزءًا من الواقع السوري الجديد، لكن وجودهم يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل البلاد. ففي الرياض، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرع بضرورة إخراج "الإرهابيين الأجانب"، لكن هذا يبدو مستحيلاً في ظل عدم وجود دول مستعدة لاستقبالهم.

تشير التقارير إلى أن عدد المدرجين على قوائم الإرهاب الدولية قليل نسبيًا، بينما يواجه الآلاف الآخرون صعوبات في تحديد هوياتهم أو العودة إلى بلدانهم الأصلية. في شمال غرب سوريا، يعيش هؤلاء المقاتلون حياةً مزدوجة، فبعضهم انخرط في المجتمع المحلي، بينما لا يزال البعض الآخر يحمل السلاح.

"مصطفى"، مقاتل فرنسي من أصل جزائري، يصف وضعه بأنه عالق، فالعودة إلى أوروبا تعني الموت أو السجن. قصص مماثلة تتكرر بين العديد من المقاتلين الأجانب الذين تحولت حياتهم من القتال إلى البحث عن الاستقرار.

لكن، هناك من يشعر بالإحباط ويتهم الشرع بخيانة القضية، ويرون أن الحكومة الجديدة لا تختلف كثيرًا عن نظام الأسد. وتزيد الأمور تعقيدًا استمرار أعمال العنف الطائفي التي يشارك فيها بعض المقاتلين الأجانب، مما يعيق عملية الانتقال السياسي الهشة.

يرى محللون أن الحل يكمن في دمج هؤلاء المقاتلين في الجيش النظامي الجديد أو فرض ضوابط صارمة عليهم. لكن هذه العملية تواجه صعوبات جمة بسبب الخلافات الداخلية والخارجية.

في زوايا إدلب الخفية، يعيش المقاتلون الأجانب حياةً غامضة، يحاولون التأقلم مع الواقع الجديد. الوصول إليهم والتحدث معهم ليس سهلاً، لكن من خلال التفاهم المحلي والضمانات، يمكن سماع قصصهم.

في سوق صغير، التقت الصحيفة برجل من آسيا الوسطى، يرفض الكشف عن هويته، لكنه يعترف بأنه جاء إلى سوريا للقتال، ثم تغيرت حياته وأصبح جزءًا من المجتمع. ويختتم قائلاً: "كلنا هنا نبحث عن حياة جديدة، حتى وإن جاء بعضنا بسلاح في يده".

في ظل غياب حلول واضحة، يبقى مصير هؤلاء المقاتلين معلقًا، بينما تسعى سوريا جاهدة نحو الاستقرار.

* العنوان والنص لشبكة يورونيوز الأوروبية.

مشاركة المقال: