قائد قوات سوريا الديمقراطية: اتفاق مع دمشق قائم مع عقبات عملية
أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية "مظلوم عبدي" أن التحول السياسي الكامل في سوريا يتطلب ضمانات دستورية تحفظ حقوق جميع المكونات، وعلى رأسها المكون الكردي، مشيراً إلى أن الاتفاق مع الحكومة السورية لا يزال قائماً.
وفي حديث لقناة تلفزيونية، أوضح "عبدي" أن الاتفاق مع دمشق يحظى بالتزام الطرفين، لكنه يواجه عقبات عملية، أهمها تثبيت وقف إطلاق النار وضمان الاستقرار الأمني. وأشار إلى تحقيق بعض التقدم في هذا المجال، مع استمرار العمل على تهيئة بيئة سياسية وعسكرية مناسبة لتطبيق الحلول المتفق عليها.
كما أوضح أن مصطلح الفيدرالية غير مطروح في الاتفاق مع الحكومة السورية، نظراً لحساسيته بالنسبة لدمشق التي تعتبره تهديداً لوحدة البلاد. وأضاف أن "الإدارة الذاتية" تطالب بحكم محلي حقيقي يمكّن أبناء المنطقة من إدارة شؤونهم، مؤكداً أن مطلبهم لا يهدف إلى الانفصال.
هل يلتقي عبدي مع أردوغان؟
ورداً على سؤال حول إمكانية لقائه بالرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، صرح "عبدي" بأنه لا توجد أي زيارة مقررة في الوقت الحالي، لكنه لا يمانع اللقاء من حيث المبدأ إذا توفرت الظروف المناسبة.
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار مع تركيا مستمر منذ شهرين ونصف في هدنة مؤقتة ومشروطة، وأن قوات سوريا الديمقراطية تعمل على تحويلها إلى هدنة دائمة. وأوضح أن الهدنة مرتبطة بعدة ملفات أمنية حساسة تطالب بها أنقرة، خاصة فيما يتعلق بخطوط التماس والمراكز العسكرية في مناطق الاشتباك.
وكشف عن أن الجانب التركي يركز في المفاوضات على ملف دمج "قسد" في الجيش السوري، في إطار البحث عن حلول أمنية مستدامة، مبيناً أن "قسد" ليست في حالة حرب مع "تركيا" وأن الباب مفتوح أمام الحوار مستقبلاً.
لكنه أوضح أن عملية الدمج في الجيش ستستغرق وقتاً وقد تمتد لسنوات، مؤكداً أنها لن تكون شكلية، بل ضمن إطار سياسي واضح يعترف باللامركزية الإدارية والحقوق الثقافية للكرد ومكونات شمال وشرق سوريا، معرباً عن رفضه لأي ترتيبات تعيد الوضع إلى ما قبل الثورة، وتمسكه ببقاء "قسد" كقوة منظمة ضمن الجيش السوري الجديد وفق هيكل وطني جامع.
العدالة واللامركزية
وأشاد "عبدي" بقرار رفع العقوبات عن "سوريا"، معتبراً أن هذه الخطوة ستفتح المجال لتحسين الظروف المعيشية وتعزيز الأمن والاستقرار.
واعتبر قائد "قسد" أن المرحلة المقبلة في "سوريا" تمثل فرصة لبناء دولة جديدة قائمة على اللامركزية والعدالة، تضمن مشاركة جميع المكونات السورية في مؤسسات الدولة دون إقصاء، مشيراً إلى أن الشعب السوري عاش تجربة مريرة ومن الضروري استخلاص العبر منها لتجاوز نموذج الحكم الشمولي والحزب الواحد، لافتاً إلى أن التنوع الديني والقومي في "سوريا" يجب أن ينظر إليه كمصدر غنى وقوة في مشروع بناء سوريا الحديثة.
من جانب آخر، نفى "عبدي" وجود أي تواصل بين "قسد" و"إسرائيل"، مؤكداً أن "قسد" معنية بحسن الجوار فقط ولا تسعى لأي اصطفاف خارجي، معتبراً أن تطبيع العلاقات السورية مع إسرائيل كان ضمن الشروط الأمريكية التي قدمت للرئيس السوري، والذي لم يعترض على الأمر بدوره، مبيناً أن "سوريا" عانت من الحروب الإقليمية والداخلية ومن حقها أن تتجاوز هذا الأمر.