مع تصاعد حدة التوتر بين إيران وإسرائيل، يراقب لبنان بقلق بالغ التداعيات المحتملة على أمنه واقتصاده. اليوم الثاني من المواجهات كشف عن حرب ضربات متبادلة في العمق بين الطرفين، مما أثار تساؤلات حول حدود هذا الصراع ومدى استمراره.
على الرغم من التفوق العسكري الإسرائيلي، فإن الرد الصاروخي الإيراني المتزايد يشير إلى تصعيد خطير. وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن انهيار في البنى الأمنية الإيرانية نتيجة للخسائر الفادحة التي لحقت بمواقعها العسكرية والنووية.
في لبنان، يسود الحذر الشديد مع تزايد المخاوف من أن تطول الحرب وتؤثر على مختلف الأصعدة، خاصةً موسم الاصطياف وحركة الطيران المدني. الهاجس الأكبر يبقى تحييد لبنان عن الصراع، مع التركيز على امتناع "حزب الله" عن أي تدخل عسكري.
في غضون ذلك، رُصد حشد عسكري إسرائيلي كبير على الحدود مع لبنان وسوريا، بالتزامن مع غارات جوية على أهداف داخل إيران. إسرائيل قامت بتعبئة قوات الاحتياط ونشرها على طول الحدود الشمالية.
على الصعيد الدبلوماسي، تلقى الرئيس اللبناني العماد جوزف عون اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد دعم بلاده للبنان في هذه المرحلة الدقيقة. الرئيس عون بدوره شدد على أهمية التشاور والتنسيق لمواكبة المستجدات.
اجتماع أمني رفيع المستوى في قصر بعبدا بحث الإجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات التصعيد الإيراني الإسرائيلي، مع التركيز على الحفاظ على الاستقرار وتأمين سلامة الطيران المدني. وزير الأشغال أكد أنه لا يوجد قرار بإعادة إغلاق مطار بيروت إلا في حال حدوث أمر غير متوقع.
شركة طيران الشرق الأوسط أعلنت استئناف تشغيل جميع رحلاتها المغادرة من بيروت. سينودس أساقفة الكنيسة المارونية دعا إلى الاستفادة من الدعم الدولي للبنان واتخاذ خطوات جريئة لتعافي الدولة.
كما لفت السينودس إلى أهمية متابعة تنفيذ وثيقة اتفاق الوفاق الوطني وسدّ الثغرات فيها، داعياً إلى إطلاق مسيرة وطنية لتنقية الذاكرة.