لليوم الثالث على التوالي، يشهد الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً مع تبادل إسرائيل وإيران الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة، مما أثار مخاوف دولية متزايدة ودعوات إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار. في غضون ذلك، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراً شديد اللهجة لإيران من استهداف أي مصالح أمريكية.
وفي التفاصيل، أطلق الجانب الإيراني، اليوم الأحد، هجمات استهدفت مناطق في تل أبيب، بما في ذلك معهد "وايزمن" للعلوم في رحوفوت وبات يام جنوب تل أبيب. وأعلن الحرس الثوري الإيراني عن استخدام الصاروخ الباليستي الموجه التكتيكي "الحاج قاسم" في إحدى هذه الضربات.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت البنية التحتية للطاقة في إسرائيل ومنشآت إنتاج وقود الطائرات المقاتلة، محذرة من أن الهجمات ستكون "أشد وطأة" إذا استمرت إسرائيل في هجماتها.
من جهتها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن دمار كبير في بات يام جنوب تل أبيب، مع انقطاع للكهرباء. وأكد رئيس بلدية بات يام تضرر 61 مبنى، بينما أفاد قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإنقاذ 35 شخصاً من تحت الأنقاض. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل 11 شخصاً وإصابة أكثر من 200 في هجمات استهدفت حيفا وتل أبيب.
يأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن استهداف مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومواقع مرتبطة بالبنية التحتية "لمشروع الأسلحة النووية" وأهداف أخرى فجر اليوم الأحد. وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته الجوية نفذت "سلسلة واسعة من الضربات التي تستند إلى معلومات استخبارية على عدد من الأهداف في طهران تتعلق بمشروع الأسلحة النووية للنظام الإيراني، وكذلك على مستودعات وقود".
وفي سياق متصل، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران من شن أي هجوم على المصالح الأمريكية، مؤكداً أن القوات الأمريكية سترد بأقصى قوة وبمستويات غير مسبوقة إذا تعرضت لهجوم. وأشار ترامب إلى "إمكانية التوصل لاتفاق بين إيران وإسرائيل لإنهاء هذا الصراع".
وجاءت تصريحات ترامب بعد اتهام مسؤولين إيرانيين للولايات المتحدة بالضلوع في الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ الجمعة الماضية، والذي استهدف مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، بالإضافة إلى اغتيال إسرائيل لعدة قادة عسكريين وعلماء ذرة إيرانيين.