الأربعاء, 28 مايو 2025 10:52 PM

كوريا الشمالية تحذر: "القبة الذهبية" الأمريكية قد تحول الفضاء إلى ساحة حرب نووية

كوريا الشمالية تحذر: "القبة الذهبية" الأمريكية قد تحول الفضاء إلى ساحة حرب نووية

حذرت كوريا الشمالية من أن مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لبناء درع صاروخية، المعروفة باسم "القبة الذهبية"، يمثل تهديدًا "خطيرًا للغاية" يهدف إلى تسليح الفضاء، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.

وكان ترمب قد كشف عن تفاصيل جديدة وقدم تمويلًا أوليًا لنظام الدرع الصاروخية الأسبوع الماضي، مؤكدًا على أهميته "لنجاح وحتى بقاء بلدنا".

ومع ذلك، يواجه المشروع تحديات تقنية وسياسية كبيرة، بحسب محللين، وقد تكون تكلفته باهظة.

وأصدرت وزارة الخارجية في بيونغ يانغ مذكرة "لإبلاغ المجتمع الدولي بأن إنشاء الولايات المتحدة لنظام دفاع صاروخي جديد هو مبادرة تهديدية خطيرة للغاية تهدف إلى تهديد الأمن الاستراتيجي للدول المسلحة نووياً"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.

واتهمت الوزارة الولايات المتحدة بأنها "عازمة على التحرك لعسكرة الفضاء الخارجي"، مضيفة أن "الخطة الأميركية لبناء نظام دفاع صاروخي جديد هي السبب الجذري لإشعال سباق تسلح نووي وفضائي عالمي من خلال إثارة المخاوف الأمنية للدول المسلحة نووياً وتحويل الفضاء الخارجي إلى ميدان حرب نووية محتمل".

وفي السنوات الأخيرة، كثفت واشنطن، الحليف الرئيسي لسيول في مجال الأمن، تدريباتها العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية وزادت وجود الأصول الأميركية الاستراتيجية في المنطقة، في مواجهة كوريا الشمالية.

ورغم العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، أعلنت كوريا الشمالية نفسها قوة نووية "لا رجعة فيها" عام 2022، وتدين المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية باعتبارها تدريبات لغزو.

وقال هونغ مين، المحلل في المعهد الكوري للتوحيد الوطني، إن بيونغ يانغ تعتبر "القبة الذهبية" التي أعلنها ترمب بمثابة تهديد، مضيفًا أن "رد الفعل القوي من جانب كوريا الشمالية يظهر أن سيول تعتبر أن القبة الذهبية قادرة على إضعاف فعالية ترسانته النووية بشكل كبير، بما في ذلك صواريخه الباليستية العابرة للقارات".

وأشار إلى أنه "في حال استكمال الولايات المتحدة نظامها الجديد للدفاع الصاروخي، فإن كوريا الشمالية ستضطر إلى تطوير وسائل بديلة لمواجهته أو اختراقه".

من جهة أخرى، أعربت الصين عن معارضتها الشديدة للمشروع، متهمة الولايات المتحدة بتقويض الاستقرار العالمي. وتعمل بكين على تقليص الهوة مع واشنطن فيما يتعلق بتكنولوجيا الصواريخ الباليستية والصواريخ فرط الصوتية، بينما تعمل موسكو من جهتها على تحديث منظوماتها للصواريخ العابرة للقارات وتطوير صواريخ دقيقة متقدمة.

واعتبر الكرملين أن "هذا شأن يتعلق بالسيادة الأميركية"، مضيفًا أنه "في المستقبل القريب، سيتطلب مسار الأحداث استئناف الاتصالات بهدف استعادة الاستقرار الاستراتيجي" بين واشنطن وموسكو.

يُذكر أن تسمية "القبة الحديدية" أُطلقت على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تحمي الدولة العبرية من هجمات صاروخية أو بمسيّرات، والتي اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في عام 2011.

وتواجه الولايات المتحدة تهديدات صاروخية من دول عدة، خصوصاً من روسيا والصين، لكنها تختلف بشكل كبير عن الأسلحة قصيرة المدى التي تم تصميم القبة الحديدية الإسرائيلية لمواجهتها.

مشاركة المقال: