الشعر يسطّر تاريخ الشعوب ومآثرها، ومن هذا المنطلق، افتتح الشاعران السوريان أنس الدغيم وحذيفة العرجي مواسم الشعر في وزارة الثقافة بأمسية احتضنتها دار الأوبرا بدمشق تحت عنوان "نصرٌ يليق بنا"، احتفالاً بالنصر التاريخي للثورة السوريّة وتحرير سوريا.
قدّم الشاعران في الأمسية باقة من القصائد المتنوعة التي جمعت بين الوجداني والإنساني والسياسي، ولم تخلُ الأمسية من القصائد الغزلية التي تصف المحبوبة وحالة الولع والهيام والبعد واللوعة والانتشاء باللقاء، إضافة إلى الأبيات الشعرية التي توثق النصر وبطولات الشهداء والجرحى.
وزير الثقافة محمد ياسين صالح أكد أمام الحضور أن الثقافة السورية تعلن للعالم أن الشعب السوري كان فارساً في المعارك وفي المنابر وفي المحافل الدبلوماسية، وأن العالم رأى صنيع هذا الشعب الصابر، لاسيما بعد أن سطّر السوريون نصراً عزيزاً على التاريخ يقلّ مثيله في هذا الزمان، واصفاً إياه بأنه أعظم انتصار في التاريخ الحديث، ومؤكداً أن هذا الشعب يستحق كل ما هو أحسن وأعظم وأفضل وأبهى.
كما لفت الوزير إلى أن الشعر ركن من أركان الثقافة، ومنه تتفرع فنون الرثاء والمديح والهجاء والغزل وغيرها، مشيراً إلى أن الشاعرين جمعا كل تلك الألوان ووضعاها في خدمة توثيق ما جرى في الثورة السورية المباركة من اليوم الأول إلى يوم النصر. وشدد على ضرورة تدوين أيامنا وانتصاراتنا وتوثيق المجازر والتجاوزات وحتى أسماء الشهداء، لأن الشعر كان ولا يزال ديوان العرب، مؤكداً أن الحضارة مستمرة منذ شعر الأولين، وأن شعر اليوم يتصل بشعر الأمس وينهض الشعر نهضة جديدة.
وأعلن الوزير أن هذه الأمسية هي الافتتاحية لمواسم الشعر في دمشق، وستتبعها أمسيات عدة في العاصمة وبقية المحافظات السورية، واعداً بأن تكون الثقافة كما يليق بسوريا الحبيبة، وموجهاً الشكر إلى الفريق الوزاري الذي يعمل بجد على إعداد وتحضير العديد من الأمسيات والفعاليات الثقافية بمختلف المجالات من الشعر إلى الموسيقا والسينما والمسرح وغيرها.
يذكر أن أنس الدغيم من مواليد جرجناز في معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب عام 1979، ترك الدراسة في الهندسة المدنية ودرس الصيدلة، ثم بدأ بكتابة ونشر الدواوين الشعرية منذ عام ٢٠٠٢، إلى أن اندلعت الثورة السوريّة، لتكون نقطة تحول في حياته الأدبية، حيث ركز في شعره وأدبه على نصرة الثورة والمظلومين، ومن مؤلفاته "الجودّي، المنفى، ١٠٠ لافتة للحرية، ١٠٠ لافتة للحياة".
أما حذيفة العرجي فولد في حمص عام 1988، ويحمل شهادة البكالوريوس في الأدب العربي، وصدرت له مجموعات شعرية عدة، منها: "قاتلك الحب، مضاف إليك، كلنا بالحب أطفال يتامى"، كما اختص بشعر الحب والغزل، إضافة إلى تسليط الضوء على الأحداث الجارية.
مصعب أيوب