السبت, 31 مايو 2025 10:15 AM

حمى الذهب تجتاح سوريا: باحثون عن الكنوز في الشوارع والأراضي الزراعية بعد سقوط الأسد

حمى الذهب تجتاح سوريا: باحثون عن الكنوز في الشوارع والأراضي الزراعية بعد سقوط الأسد

منذ سقوط نظام بشار الأسد، انتشرت ظاهرة غريبة في سوريا: أشخاص يبحثون عن الذهب والكنوز المدفونة في كل مكان. في دمشق، يظهرون ليلاً بأجهزة كشف المعادن، بينما يتوافد آخرون إلى الأراضي الزراعية في الأرياف حاملين مجارف وخرائط.

بعد سنوات من الخوف والفقر والحرب، انتاب السوريين ما يشبه "حمى الذهب"، كما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز". أبو وائل، الذي يصف نفسه بـ "صياد كنوز محترف"، يقول: "في عهد النظام، كان البحث عن الكنوز ليلاً مستحيلاً خوفاً من الاعتقال. الآن تغير الوضع".

أجهزة كشف المعادن، التي كانت ممنوعة سابقاً، أصبحت متوفرة في متاجر متخصصة في دمشق، بأسعار تصل إلى 10 آلاف دولار. يقول أحد الباعة إن الإقبال تضاعف بعد سقوط الأسد بسبب سهولة شراء هذه الأجهزة. ويضيف أن الكثيرين يؤمنون بوجود كنوز مدفونة بسبب تاريخ المنطقة الغني وحضاراتها المتعاقبة.

بائع آخر يؤكد أنه باع العشرات من الأجهزة، مشيراً إلى أن بعض الزبائن يأتون من دول مجاورة. الأساطير حول الكنوز المدفونة متجذرة في الوعي السوري، حيث يتناقل الناس قصصاً عن ذهب قديم وقطع أثرية ثمينة.

عمرو العظم، أستاذ التاريخ والأنثروبولوجيا، يوضح أن البحث عن الكنوز كان غير قانوني في عهد الأسد لحماية المواقع الأثرية. ولكن بعد الفراغ الأمني، توجه السوريون، الذين يعاني 90% منهم من الفقر، إلى المواقع الأثرية بحثاً عن الثروات.

انتشرت شائعات عن أشخاص عثروا على كنوز وأصبحوا أثرياء، لكن الخبراء يشككون في هذه القصص، مرجحين أن يكون الذهب المزعوم مسروقاً من المتاحف أو قصور المقربين من النظام.

يستهدف الباحثون عن الكنوز المناطق المحيطة بسكة حديد الحجاز، معتقدين أنها مليئة بالذهب. الحكومة تغض الطرف عن عمليات الحفر غير القانونية لعدم قدرتها على ملاحقة الجميع.

المتاحف السورية تفتخر بآلاف القطع الأثرية، ويُقال إن 300 ألف قطعة أُخفيت خلال الحرب. لا يزال مصير العديد من القطع المسروقة أو المدمرة مجهولاً، حيث تشير تقارير إلى تهريبها عبر تركيا إلى الخارج.

مشاركة المقال: