الأربعاء, 4 يونيو 2025 09:54 AM

حلب: إغلاق محال تجارية لمخالفتها قرار إزالة رموز النظام السابق

حلب: إغلاق محال تجارية لمخالفتها قرار إزالة رموز النظام السابق

أغلقت محافظة حلب صباح اليوم، الاثنين 2 من حزيران، عددًا من المحال التجارية بالشمع الأحمر، بسبب مخالفتها القرار القاضي بإزالة رموز النظام السابق عن واجهاتها.

وبحسب مصادر محلية تحدثت لعنب بلدي، شملت الحملة محالًا في مناطق مختلفة من المدينة، من بينها أحياء تجارية نشطة، كحي الجميلية.

مسؤول الضابطة في مجلس مدينة حلب، علي مرة، قال لعنب بلدي إن أصحاب المحال المخالفة أُبلغوا مسبقًا بضرورة إزالة الرموز المشار إليها ضمن مهلة محددة، لكنهم لم يلتزموا بذلك، ما استدعى اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، والتي شملت الإغلاق المؤقت وتشميع المحال.

وأوضح المكتب الإعلامي في محافظة حلب، لعنب بلدي، أن عمليات الإغلاق نفذت فقط بعد انتهاء المهلة الممنوحة للمخالفين، وعدم التزامهم بإزالة الرموز كما نص القرار، دون أن يذكر عدد المحال التي شملها الإجراء.

وجاءت هذه الإجراءات استنادًا إلى القرار رقم “452” الصادر عن محافظ حلب، عزام غريب، والذي ينص على إزالة وطمس جميع المظاهر والرموز المرتبطة بالنظام السابق.

وتشمل الرموز العبارات السياسية، والشعارات التي رفعت خلال فترة حكم بشار الأسد، إلى جانب العلم السوري السابق الموجود على واجهات معظم المحال التجارية في المدينة.

ووفقاً لنص القرار الصادر، في 8 من نيسان الماضي، منح أصحاب المحال مهلة قصيرة لتصحيح أوضاعهم، تحت طائلة الإغلاق بالشمع الأحمر واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

ويأتي إجراء الإغلاق في سياق أوسع من محاولات إعادة تشكيل المشهد البصري والرمزي في المدينة، بعد سقوط نظام بشار الأسد، إذ سبق أن شهدت حلب تغييرات مشابهة، شملت تبديل أسماء مؤسسات ومنشآت عامة كانت تحمل رموزًا مباشرة للنظام السابق.

من الأمثلة “روضة أزهار البعث” التي صار اسمها “روضة الجميلية”، و”منشأة الباسل الرياضية” التي أصبحت تعرف لفترة باسم “منشأة الأناضول”، قبل أن يعاد تسميتها لاحقًا بـ”منشأة الشهباء” عقب جدل واسع حول الاسم الجديد.

وطوال سنوات حكم النظام السابق، كان العلم السوري (ذو اللون الأحمر والأبيض والأسود بنجمتين خضراء) حاضرًا على واجهات معظم المحال التجارية في مدينة حلب، كما في مختلف المدن السورية، إلى جانب صور الرئيس المخلوع وشعارات حزب “البعث”.

وبعد انطلاق معركة “ردع العدوان” التي أدت إلى سقوط النظام، تتالى إسقاط التماثيل المرتبطة بآل الأسد والتي كانت موجودة في كل مدينة وبلدة، في نهج سارت عليه العائلة منذ استيلاء حافظ الأسد على السلطة بانقلاب عسكري عام 1970، وتوليه رئيسًا في عام 1971، ثم أخذ هذا النهج بالتوسع على يد ابنه بشار بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011.

ومزّق السوريون صور العائلة وحزب “البعث”، وأسقطوا التماثيل المتناثرة في معظم أنحاء البلاد، وفي يوم هروب بشار الأسد إلى موسكو، أسقط أهالي بلدة دير عطية في القلمون تمثال حافظ الأسد، وهو أكبر تمثال له في سوريا.

وباتت صور بشار الأسد وشقيقه ماهر ووالدهما حافظ مطرزة على الجوارب والدوّاسات، وتكتظ بها “البسطات”، ويشتريها الزبائن بدوافع التهكم والسخرية والانتقام والتشفّي وكسر رمزية “الأبد” التي لطالما روّج لها آل الأسد، وحولوا أسماءهم طيلة 53 عامًا إلى “رموز مقدّسة” أكبر من المواطن والوطن والإله، يؤدي المساس بها أو التعاطي معها إلى الهلاك.

اقر أ أيضًا: السوريون يحطمون رموز النظام السابق بالسخرية

مشاركة المقال: