الخميس, 12 يونيو 2025 09:00 PM

جدل حول إلغاء الدورة التكميلية في سوريا: هل انتهت حقاً الظروف الاستثنائية التي يمر بها الطلاب؟

جدل حول إلغاء الدورة التكميلية في سوريا: هل انتهت حقاً الظروف الاستثنائية التي يمر بها الطلاب؟

أكد وزير التربية والتعليم، “محمد عبد الرحمن تركو”، عدم وجود دورة تكميلية لطلاب الشهادة الثانوية هذا العام، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بين الطلاب الذين كانوا يأملون بتعديل القرار الصادر سابقاً بعد الأحداث الأخيرة.

وأضاف “تركو” في تصريح لقناة الإخبارية السورية، أن الوزارة ستقيّم التجربة وتتخذ قراراً نهائياً بشأنها للعام القادم، وهو ما اعتبره العديد من الطلاب قراراً مجحفاً، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة التي واجهت العملية التعليمية هذا العام، بما في ذلك تعطيل المدارس لفترات متفاوتة.

وأشار إلى أن الرسوب في مادة اللغة العربية يعني الرسوب في العام الدراسي بأكمله، بينما يعتبر الطالب ناجحاً إذا رسب في مادتين وحصل على ربع العلامة في كل منهما.

وكان قرار إلغاء الدورة التكميلية للثانوية قد أثار جدلاً مماثلاً في الصيف الماضي. وأظهر استبيان أجراه موقع سناك سوري وشمل 31 طالباً وطالبة من ريف دمشق ممن سيتقدمون للشهادة الثانوية 2024-2025، أن 80.6% منهم يعارضون القرار، معتبرين إياه مجحفاً في ظل استمرار الأزمات التي تؤثر على أداء الطلاب.

الجدير بالذكر أن الدورة التكميلية قد أُقرت عام 2011 نتيجة الظروف الاستثنائية التي شهدتها البلاد. إلا أن هذه الظروف لم تنتهِ بعد، وما زالت تلقي بظلالها على الطلاب ودراستهم. كما أن تعطيل المدارس بسبب زلزال شباط 2023 وجائحة كورونا 2020، أدى إلى فاقد تعليمي كبير، خاصةً لدى طلاب الثانوية، وكانت الدورة التكميلية تمثل فرصة ثمينة لهم، خاصةً للطلاب المتضررين من الزلزال.

كما أن التدهور الاقتصادي دفع بالكثير من الطلاب إلى العمل بجانب الدراسة لمساعدة أسرهم أو لتأمين تكاليف الدروس الخصوصية.

وكانت مدرّسة اللغة العربية “ملك عرابي” قد صرحت لـ”سناك سوري” بأن حصر امتحانات الشهادة الثانوية بدورة واحدة يعتبر خطوة سلبية بحق الطالب الذي يعاني من ظروف ضاغطة ومعوقات عديدة، مثل انقطاع الكهرباء ونقص وسائل التدفئة.

وترى أن الدورة التكميلية تمثل أملاً للطالب لتحسين علاماته وتغيير نتيجته.

تبرير وزارة التربية

من جانبها، بررت وزارة التربية إلغاء الدورة التكميلية بالتكلفة الكبيرة التي تتكبدها الوزارة من جوانب مادية وإدارية، بالإضافة إلى الإرهاق الذي يلحق بالمعلمين. كما أكدت الوزارة سعيها لتطوير مهارات المعلمين، وهو ما يتعارض مع استمرار الدورة التكميلية.

وبالعودة إلى الاستطلاع الذي أجراه سناك سوري، يرى 80.6% من المشاركين أن قرار الإلغاء كان يجب أن يتم بالتشاركية مع الطلاب، بينما يعتقد 61.3% أن الدورة التكميلية انعكست إيجاباً على الطالب في ظل نظام التعليم الحالي القائم على الحشو، مما يجعل إلغاءها غير صائب. ودفع ذلك 9.7% من المشاركين إلى التفكير في خيار تغيير نظام التكميلية عبر حصرها بالراسبين فقط.

مشاركة المقال: