الإثنين, 2 يونيو 2025 12:39 AM

تصعيد خطير: غارات إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية في غرب سوريا ومفاوضات متعثرة

تصعيد خطير: غارات إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية في غرب سوريا ومفاوضات متعثرة

شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات على عدة مواقع عسكرية على الساحل السوري غربي البلاد، مساء أمس الجمعة. تزامن ذلك مع توغلات لقوات الاحتلال في ريف القنيطرة الجنوبي.

استهدفت الغارات اللواء 107 في ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، ومنطقة رأس شمرا شمالها، وثكنة البلاطة بالقرب من مساكن الإسمنت على أطراف مدينة طرطوس.

أفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن الغارات استهدفت "مستودعات أسلحة في اللاذقية احتوت على صواريخ أرض – بحر تشكل تهديدًا على حرية الملاحة البحرية الدولية والإسرائيلية، ومستودعات لصواريخ أرض جو أيضًا". وأكد أن "الجيش الإسرائيلي يواصل العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل ومواطنيها".

الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، يرى أن "العودة للقصف تعني أن هناك تعثرًا جديًا بالمفاوضات الجارية برعاية تركية، وتمنعًا سوريًا عن تلبية الطلبات الإسرائيلية". وأضاف أن القصف السابق توقف بسبب التدخلات الدولية والمفاوضات الإسرائيلية السورية برعاية تركية، وأن الاحتلال "يحاول أن يمارس المفاوضات بالطريقة العسكرية؛ أي بالقصف" لفرض شروطه على سوريا.

ذكر موقع "صوت العاصمة" أن دورية إسرائيلية توغلت باتجاه سد الرويحينة في ريف القنيطرة واعتدت على مدنيين كانوا في محيط السد، ودهست أغراضهم الشخصية وطردتهم. رد الأهالي برشق الدورية بالحجارة وحرق العلم الإسرائيلي، قبل أن تنسحب الدورية بعد حوالي نصف ساعة.

نقلت قناة "العربية" عن "مصدر أمني إسرائيلي" تأكيده "عدم وجود نية لدى حكومة نتنياهو للتدخل في شؤون سوريا الداخلية"، مشيرًا إلى أنها "تراقب الحدود السورية مع لبنان والعراق، ولا تريد دعم أي جهة ضد أخرى في سوريا والتدخل للقتال إلى جانبها".

تشير تقارير سابقة إلى خلافات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ملفات من ضمنها سوريا. ويربط بعض المراقبين الغارات بافتتاح منزل للمبعوث الأمريكي الخاص بسوريا في دمشق ولقاءه بالشرع، وتأكيده دعم واشنطن للتوجه الجديد لسوريا.

يرى سعدو أن الخلافات بين إسرائيل وأمريكا حول سوريا "لاترقى أبدًا إلى مرحلة الخلاف الكبير لأن واشنطن أيضًا مازالت تشجع وتدفع سوريا إلى الاستمرار في المفاوضات وحل المشاكل بين الطرفين بل يريد ترامب الوصول إلى اتفاق سلام".

لم يستبعد سعدو الوصول إلى تفاهم "قد يكون تحديثًا لاتفاق فض الاشتباك للعام ١٩٧٤ أو اتفاقًا جديدًا ينهي مسألة التعديات على الأراضي السورية وربما ينهي التعدي على المنطقة العازلة التي دخلتها إسرائيل بعد ٨ كانون الأول الفائت".

تؤكد الدبلوماسية السورية على تحقيق التوازن في العلاقات مع كافة الدول، وأن دمشق لن تضع نفسها في أي محور، وتريد تحقيق نهضة اقتصادية.

المبعوث اﻷممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، رفض الغارات قائلاً إن "إسرائيل ﻻ تحترم اتفاق فك اﻻشتباك وما زالت تقصف باستمرار بعد تحرير دمشق"، وأضاف: "ﻻ يوجد أي مبرر للانتهاكات الإسرائيلية ويجب أن تتوقف فورا".

وأشار بيدرسون إلى أن "السلطات السورية تبذل كل جهد لحل المشاكل الأمنية وأتمنى لها النجاح.. هناك إجماع دولي على ضرورة دعم سوريا وإنجاح مهمة السلطة الانتقالية".

مشاركة المقال: