الأحد, 1 يونيو 2025 11:09 AM

تسريبات أمريكية تكشف خطط إسرائيلية لضرب إيران: هل هي رسالة لطهران أم تكتيك للضغط على نتنياهو؟

تسريبات أمريكية تكشف خطط إسرائيلية لضرب إيران: هل هي رسالة لطهران أم تكتيك للضغط على نتنياهو؟

جاد ح. فياض - للمرة الثانية في غضون أشهر قليلة، تكشف الولايات المتحدة معلومات استخباراتية عن مخططات إسرائيلية لضرب إيران، ما يثير تساؤلات حول دوافع هذا التسريب وتوقيته. هل الهدف هو تحذير إيران عبر التلويح بالقوة الإسرائيلية لتعزيز موقف واشنطن في المفاوضات النووية؟ أم يهدف التسريب إلى إثناء إسرائيل عن أي مغامرة عسكرية من خلال كشف خططها وتقويض عنصر المفاجأة؟

يأتي الكشف الأمريكي بعد يوم واحد من تصريح المرشد الإيراني علي خامنئي بأن المحادثات النووية "لن تنجح". قد يكون كلا الموقفين، الأمريكي والإيراني، جزءًا من استراتيجية لتحسين المواقف التفاوضية، خاصة في ظل الخلافات الكبيرة حول تخصيب اليورانيوم.

هناك من يرى أن التسريب يهدف إلى إفشال أي مخطط عسكري إسرائيلي ضد إيران. يعتقد هؤلاء أن الولايات المتحدة تفضل إعطاء فرصة للدبلوماسية، وتجنب الحرب. بينما ترفض إسرائيل الاتفاق، وأي عمل عسكري سيؤثر سلبًا على المفاوضات، مما يدفع واشنطن لتسريب المعلومات لعرقلة العملية مؤقتًا واستخدامها لتحسين شروط التفاوض.

الكاتب المتخصص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي يجمع بين الفرضيتين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "وجهت" رسالة لإيران مفادها أنها "تمنع" الهجوم الإسرائيلي، وهو ضغط يهدف إلى تحقيق مكاسب على طاولة المفاوضات، لأن إيران قلقة من ضربة إسرائيلية محتملة.

ويضيف ياغي في حديث لـ"النهار" أن الولايات المتحدة "متخوفة" من عملية إسرائيلية ضد إيران تعطل المفاوضات النووية وتقلب الأوضاع في المنطقة "بما يتعارض مع مصالح" أمريكا. وبالتالي، فإن الكشف عن المخططات يمنع الهجوم من جهة، ويرسل رسالة لطهران بأن واشنطن ليست جزءًا من هذه الخطط.

هذا التسريب قد يزيد التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة وأن العلاقات ليست في أفضل حالاتها. وقبل أيام، استثنى ترامب إسرائيل من زيارته للشرق الأوسط بسبب التوترات. والسؤال المطروح هو كيف ستتعامل إسرائيل مع هذا التسريب الأمريكي الثاني في غضون أشهر قليلة؟

إسرائيل تحتاج إلى الولايات المتحدة، وبالتالي لا يمكنها تصعيد التوتر. ويرى ياغي أن تل أبيب "لن تتمكن من انتقاد" واشنطن، لكن نتنياهو "سيستفيد من التسريب" لتعزيز صورته في الشارع الإسرائيلي، خاصة بين اليمينيين، حيث ستعزز خطط مهاجمة إيران شعبيته وتؤكد أن تهديداته حقيقية وليست مجرد كلام.

في الختام، يؤكد تسريب الولايات المتحدة لمعلومات استخباراتية حساسة أن ترامب هو المتحكم في اللعبة، يؤجل هجومًا إسرائيليًا ويعطي فرصًا للتفاوض السياسي، ويؤكد أن قرار ضرب إيران بيد الولايات المتحدة، وإسرائيل تنتظر هذه الفرصة، وكل هذه الوقائع ستنعكس على طاولة المفاوضات.

أخبار سوريا الوطن١-النهار

مشاركة المقال: