ساد الهدوء شوارع تل أبيب صباح اليوم الجمعة رغم تحذير قادة إسرائيل للسكان بالاستعداد لرد انتقامي من إيران بعد تنفيذ إسرائيل لهجمات واسعة النطاق عليها.
وأغلق الجيش المدارس في أنحاء إسرائيل وحظر التجمعات العامة وألغى مسيرة الفخر، التي تقام سنويا لمجتمع الميم في تل أبيب، ويشارك فيها عادة عشرات الآلاف.
وقال يوري (31 عاما)، وهو جالس على مقعد خارج أحد المتاجر، ردا على سؤال بشأن ما إذا كان سيفتح مطعمه أو سيضطر للتخلص من طعام اليوم: "مررنا بهذا الوضع مرتين من قبل".
وردا على سؤال عما إذا كانت لديه مخاوف بشأن سلامته الشخصية قال: "بصراحة، لا أكترث حقا. سأذهب فقط إلى ملجأ وسأكون بخير".
وفي هجومين على إسرائيل العام الماضي ردا على ضربات إسرائيلية، أطلقت إيران مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية مما أثار غضب الإسرائيليين لكن الهجومين أسفرا عن أضرار محدودة فحسب.
وتوعدت طهران بالرد على الهجوم الذي شنته إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة على منشآت عسكرية ونووية إيرانية وأسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن إيران أرسلت أكثر من 100 طائرة مسيرة صوب إسرائيل وتم اعتراض العديد منها بالفعل.
وأبلغت الحكومة الإسرائيليين بالاستعداد لقضاء ساعات طويلة في الملاجئ إذ حذرت من أنها ستنفذ هجوما مطولا على إيران.
وقال أفيف (38 عاما): "إيران؟ إذا سألتني، هذا هو المكان الأول الذي يتعين علينا مهاجمته"، مضيفا أنه يأمل في أن تؤدي الهجمات إلى إطلاق سراح 53 رهينة معظمهم من الإسرائيليين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وفي قطاع غزة، الذي يخيم عليه الدمار بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية، يأمل البعض في أن يمهد الهجوم على إيران الطريق لإنهاء الحرب في القطاع الساحلي.
وقال أبو عبد الله وهو رجل أعمال فلسطيني نازح إلى جنوب القطاع: "أتمنى إنه إيران تروح باتجاه حل شامل هذه المرة".
تخزين ظلت متاجر وبعض المقاهي مفتوحة في أنحاء إسرائيل، لكن بعض الشركات فضلت إبقاء أبوابها مغلقة. كما خزن متسوقون مواد غذائية ومياها معبأة مما تسبب في ظهور صفوف طويلة عند منافذ البيع.
وقالت نهى (41 عاما) بينما كانت في طريقها إلى أحد المتاجر: "ثلاجتي فارغة". وأضافت نهى، وهي أم لطفلين، أنها كانت على وشك الاحتفال بذكرى زواجها في أحد الفنادق.
وأشارت إلى أنها تشعر بالقلق بشأن شدة أي ضربة انتقامية محتملة، مضيفة أن الناس يتساءلون عما إذا كانت الملاجئ في المباني السكنية التي يقطنونها قوية بما يكفي لتحملها أو إذا كان البحث عن ملجأ تحت الأرض سيكون أكثر أمانا.
ويأتي الهجوم على إيران في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط المحلية والدولية على الائتلاف اليميني بزعامة نتنياهو بسبب الحرب على قطاع غزة التي دخلت شهرها الحادي والعشرين.
وقالت نهى: "الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع الأمور مريعة"، مضيفة أنها تدين قرار الهجوم على إيران خوفا من أن يعرض إسرائيل لمزيد من الخطر.
وفي القدس، عبر آخرون عن دعمهم للقرار. وقالت أورال ليرال (66 عاما): "أنا سعيدة جدا بما حدث. كنا ننتظره". وقالت بالعبرية "يحيا شعب إسرائيل" ثم أكملت قائلة "نحن أقوياء وسنظل هنا. هذه بلادنا".