الأحد, 15 يونيو 2025 07:45 AM

تحركات دبلوماسية عربية مكثفة لوقف التصعيد الإسرائيلي الإيراني: جهود لتهدئة الأزمة وحقن الدماء

تحركات دبلوماسية عربية مكثفة لوقف التصعيد الإسرائيلي الإيراني: جهود لتهدئة الأزمة وحقن الدماء

تواصلت الاتصالات والتحركات العربية في محاولة لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة، وذلك بالتزامن مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على إيران لليوم الثاني على التوالي.

وقد صدرت بيانات رسمية بهذا الشأن من قطر والسعودية والكويت وسلطنة عمان ومصر والأردن والجزائر، حسبما ذكرت وكالة الأناضول مساء الجمعة والسبت.

قطر

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استعداده للمشاركة في جهود حل الأزمة التي اندلعت بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، وفقًا لبيان صادر عن الديوان الأميري القطري يوم الجمعة.

وبحث أمير قطر مع ترامب "آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، وخاصة ما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية".

وشدد على "ضرورة العمل على خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية".

السعودية

كما ناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي مع ترامب، الهجوم الإسرائيلي على إيران وأهمية خفض التصعيد في المنطقة، وفقًا لبيان نشرته وكالة الأنباء السعودية.

وبحث ولي العهد السعودي أيضًا، في اتصالين هاتفيين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، "التطورات في المنطقة، بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، وأهمية ضبط النفس وخفض التصعيد في المنطقة، وحل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية"، وفقًا للمصدر نفسه.

الكويت

من جانبه، أجرى وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، يوم السبت، اتصالين هاتفيين مع نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان المريخي، بشأن "الاعتداء الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتداعياته على الساحتين الإقليمية والدولية، وأطر تعزيز التنسيق المشترك وتكثيف الجهود الهادفة إلى حفظ أمن واستقرار المنطقة"، وفقًا لبيانين صادرين عن وزارة الخارجية الكويتية.

سلطنة عمان

أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية يوم السبت بأن وزيرها بدر البوسعيدي واصل اتصالات مكثفة مع عدد من نظرائه في الدول الشقيقة والصديقة، في إطار الجهود الدبلوماسية لاحتواء التوتر والتصعيد العسكري الخطير في المنطقة، دون تحديد أسماء تلك الدول.

وأكد البوسعيدي خلال هذه الاتصالات على "أهمية وقف العدوان وردع المعتدي باستخدام الوسائل السلمية المستندة إلى القانون الدولي والعدالة من أجل حقن الدماء ووقف التدمير وسقوط المزيد من الضحايا، حفاظًا على أمن المنطقة واستقرارها والمصالح العليا لشعوبها".

مصر

ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي ماكرون "آخر المستجدات الإقليمية والدولية والتصعيد العسكري في المنطقة".

وشدد الجانبان على أهمية "الحاجة الملحة لتجنب التصعيد وضبط الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط"، وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة المصرية مساء الجمعة.

كما أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالين هاتفيين يوم السبت مع نظيريه العماني بدر البوسعيدي والتركي هاكان فيدان، و"تم الاتفاق على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لخفض حدة التوتر واحتواء التصعيد في المنطقة، مع الأخذ في الاعتبار خطورة الوضع القائم وعواقبه".

وبحث عبد العاطي أيضًا في اتصالين هاتفيين مع وزيري خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني وإسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، الهجمات الإسرائيلية على إيران، و"تم الاتفاق على تكثيف الجهود المشتركة لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة حفاظًا على أمن واستقرار المنطقة".

الأردن

بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، يوم السبت، مع نظيريه الإسباني والعماني "الجهود المستهدفة وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران"، وفقًا لبيانين صادرين عن وزارة الخارجية الأردنية.

الجزائر

أما وزارة الخارجية الجزائرية، فقالت في بيان يوم السبت، إن وزيرها أحمد عطاف تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره العماني.

وأشارت إلى أن الجانبين أكدا "ضرورة حشد وتعبئة كل الجهود الدولية الكفيلة بتمكين مجلس الأمن من الاضطلاع بالدور المنوط به في حفظ السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي".

تصعيد مستمر

منذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجومًا واسعًا على إيران بعشرات المقاتلات، وأطلقت عليه اسم "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ في مناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم "استباقي" وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية "غير المسبوقة" تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية والعديد من القدرات العسكرية الأخرى".

وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران عملية أسمتها "الوعد الصادق 3"، ردًا على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستة، مما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى استشهاد ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث خطير جدا" في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعا استراتيجيا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش.

ويعد الهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالًا واضحًا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.

مشاركة المقال: