الأحد, 15 يونيو 2025 09:28 AM

الرقة تتأهب لموجة حرّ خانقة: أزمة الثلج تتفاقم وتُثقل كاهل السكان

الرقة تتأهب لموجة حرّ خانقة: أزمة الثلج تتفاقم وتُثقل كاهل السكان

مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتجدد معاناة سكان مدينة الرقة في تأمين قوالب الثلج التي أصبحت ضرورة يومية في ظل الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي في الأحياء السكنية، وانعدامه بالكامل في المخيمات العشوائية.

ارتفاع الأسعار والازدحام

شهدت مدينة الرقة هذا العام ارتفاعًا كبيرًا في أسعار قوالب الثلج مقارنة بالسنوات السابقة، بالتزامن مع ازدحام شديد أمام معامل إنتاج الثلج، خاصة خلال ساعات الظهيرة. ويتراوح سعر القالب الواحد بين 12 و15 ألف ليرة سورية، ما يضيف عبئًا ماديًا ثقيلًا على كاهل السكان في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعاني منها المنطقة.

الحاجة اليومية للثلج

وفي تصريح خاص لمنصة “سوريا 24″، أوضح موسى الإبراهيم (35 عامًا)، أحد سكان مدينة الرقة، أن غياب الكهرباء يجبره على شراء الثلج يوميًا لتبريد مياه الشرب. وقال: “نحتاج كل يوم إلى قالب ثلج لأن ساعات عمل الكهرباء لا تكفي لتشغيل البرادات”.

تقاسم النفقات بين الجيران

أما عائشة المصطفى (40 عامًا)، فتحدثت عن اضطرارها لمشاركة جيرانها في شراء قالب ثلج يوميًا نتيجة عدم قدرتها على شرائه بمفردها. وأضافت: “نتشارك أحيانًا أنا واثنان أو ثلاثة من الجيران في شراء قالب ثلج واحد، ونقسمه فيما بيننا لاستخدامه في تبريد مياه الشرب”. وأعربت المصطفى عن استيائها من ارتفاع سعر الثلج، الذي أصبح من أساسيات الحياة اليومية في ظل ضعف التغذية الكهربائية. وأوضحت قائلة: “لا تصلنا الكهرباء سوى ساعتين أو ثلاث ساعات يوميًا، وغالبًا تكون ضعيفة لدرجة لا تكفي لتشغيل البراد، لذلك أصبح شراء الثلج عبئًا ماليًا إضافيًا”.

صعوبة الحصول على الثلج

بدوره، أكد أسعد العبد (25 عامًا)، من سكان مخيم الكسرات العشوائي، في حديثه لـ”سوريا 24″، أن الحصول على الثلج أصبح مهمة شاقة بسبب الازدحام الشديد أمام المعامل، مضيفًا: “نضطر في كثير من الأحيان إلى شراء الثلج في وقت متأخر من الليل وتخزينه في حافظات خاصة، لأن شراءه وقت الظهيرة يتطلب الانتظار لفترات طويلة”. وأشار العبد إلى فارق الأسعار بين المعامل والباعة المتجولين، موضحًا: “نشتري القالب من المعمل مقابل 12 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ سعره لدى الباعة الجوالين 16 ألف ليرة”.

معامل الثلج تنتشر في الريف

يُذكر أن ريف الرقة شهد خلال السنوات الأخيرة انتشار عشرات معامل الثلج، نتيجة الانقطاع المستمر للكهرباء منذ اندلاع الثورة السورية، مما دفع السكان للاعتماد بشكل أساسي على الثلج لمواجهة حرارة الصيف.

مشاركة المقال: