دمشق-سانا إيماناً بالجودة والمهنية كأساس لبناء المستقبل، افتتحت الأكاديمية السورية للتدريب والاستشارات مقرها في دمشق بعد التحرير، مواصلةً رسالتها التدريبية التي بدأت في إدلب عام 2021، بهدف تأهيل الكوادر العلمية والمهنية المتخصصة في مختلف المجالات. تسعى الأكاديمية منذ تأسيسها لترك بصمة مميزة في عالم التدريب المهني، بالاعتماد على مدربين مؤهلين ومتخصصين في مجالات متنوعة تشمل: الإعلام، صناعة الأفلام، الإدارة، التقنية، الحاسوب، البحث والإحصاء، واللغات. وتهدف الأكاديمية إلى تقديم تدريب عالي المستوى ومنافس على الصعيد العربي، سواء كان تأهيلياً للمتدربين الجدد أو تطويرياً للعاملين، بالإضافة إلى تقديم خدمات استشارية متخصصة.
المركز التدريبي الأول في المناطق المحررة
أوضح مدير العلاقات العامة في الأكاديمية، الأستاذ عبادة المقداد، لمراسلة سانا أن الأكاديمية كانت تتخذ من كلية العلوم السياسية والإعلام في جامعة إدلب مقراً لها، بالإضافة إلى فرعها في سرمدا. وأكد على التزام الأكاديمية بتقديم أفضل الخدمات التدريبية وفق خطط مدروسة، بهدف الارتقاء بالمجتمع وتطويره، وتقديم أفضل الاستشارات لبناء الأفراد والمؤسسات من خلال تحديد الأهداف الاستراتيجية، وقياس النتائج والإنجازات المرحلية، ودراسة الجدوى الاقتصادية، ضمن منظومة تقنية متطورة.
وأشار المقداد إلى أن الأكاديمية أبرمت مذكرات تفاهم لتوفير فرص عمل للمتدربين بعد تأهيلهم لسوق العمل، وتسعى لبناء جسور التعاون مع المؤسسات العامة والخاصة لتزويدها بالكوادر المدربة القادرة على حل المشكلات الإدارية والإعلامية. كما أكد حرص الأكاديمية على أن تكون شهاداتها ذات مصداقية عالية، تحترم الأمانة العلمية والمهنية، ولا تُمنح إلا بعد اجتياز اختبار معياري متميز (نظري وعملي) من حيث جودة الأساليب وعلمية المناهج.
الانتقال إلى دمشق للمساهمة ببناء وطن طموح بإعلام شفاف
أوضح المقداد أنه بعد التحرير وافتتاح مقر الأكاديمية في دمشق، تم إلحاق المعهدين التقاني للطباعة والنشر والإعداد الإعلامي التابعين لوزارة الإعلام بها، مشيراً إلى البدء بتطوير كوادر الوزارة، ومن ثم التوسع ليشمل جميع الوزارات ذات الصلة. وذكر أن الأكاديمية، في سعيها للوصول بالإعلام السوري إلى مستوى المنافسة العربية والدولية، تستعد لافتتاح فروع في مختلف المحافظات، والتعاون مع الكفاءات العلمية لتبادل الخبرات الناجحة مع الأجيال الجديدة، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب جهوداً مضاعفة لتقديم الواقع ومعالجته بشفافية، بهدف المساهمة في بناء الوطن ورفعته.
بناء كوادر صحفية اقتصادية سوريّة متخصصة
إدراكاً لأهمية تمكين الصحفيين العاملين في المجال الاقتصادي، نظمت الأكاديمية مؤخراً دورة "مقدمة في الصحافة الاقتصادية" بالتعاون مع منظمة "أكيوريسي بريس أنستيتيوت" في الولايات المتحدة، وبدعم من جهات مختلفة، بما في ذلك وزارة المالية، ومصرف سوريا المركزي، وسوق دمشق للأوراق المالية، وهيئة الأوراق والأسواق المالية، والاتحاد السوري لشركات التأمين.
أوضح الإعلامي الاقتصادي المدرب الدكتور كمال الشيخ علي أن الهدف من الدورة هو ربط الصحفي بمصدر المعلومة الاقتصادية، مشيراً إلى أن الدورة تعتمد على الجانب النظري بنسبة 30%، بينما يركز الجانب العملي بنسبة 70% على الاطلاع على ميدان العمل بشكل مفصل. وأكد الشيخ علي على أهمية التدريب المستمر للصحفيين كقيمة مضافة لتمكينهم من التفكير التحليلي، وربط الواقع بالموضوع الصحفي، والتعرف على تفاصيله وقضاياه.