الأربعاء, 28 مايو 2025 02:19 PM

ازدهار الوردة الشامية في إدلب: موسم واعد في كللي يواجه تحديات الجفاف

ازدهار الوردة الشامية في إدلب: موسم واعد في كللي يواجه تحديات الجفاف

على امتداد نحو 500 دونم في بلدة كِللي بريف إدلب الشمالي، تتفتح حقول الوردة الشامية لتخلق مشهداً جميلاً وأملاً بموسم زراعي مميز. أصبح هذا الموسم، خلال السنوات الأخيرة، مصدراً أساسياً لرزق المزارعين في ظل الأزمات الاقتصادية وتقلبات الأسواق.

بذرة من داريا… وجذور في كللي: عرفت المنطقة زراعة الوردة الشامية منذ حوالي سبع سنوات بفضل أحد مهجري داريا بريف دمشق، الذي أدخلها بهدف الاستثمار. ومع نجاح التجربة، انتشرت زراعة الوردة بين الأهالي، لتصبح اليوم موسماً زراعياً استراتيجياً يخلق بيئة إنتاجية جديدة تعتمد على عطر الورد وفوائده المالية.

إنتاج متكرر وأسواق واعدة: يقول خالد المصطفى، مزارع وخبير في زراعة الورد وعضو في جمعية "أكاديا" الزراعية، إن الوردة الشامية محصول ذو دورة إنتاجية متكررة ويحظى بطلب متزايد في السوق المحلي، خاصة بعد فتح أسواق إدلب على باقي المحافظات السورية، مما وسع فرص التسويق.

ويضيف: "يُنتج الأهالي من الورد شراب الورد والمربى، كما أن لاستخلاص الزيت العطري قيمة اقتصادية كبيرة، فهو من أغلى الزيوت وأكثرها طلباً في الصناعات التجميلية والطبية".

تقلب الأسعار… والمزارع يعوّض خسارته: شهدت أسعار الورد تقلبات ملحوظة هذا الموسم، حيث تراوح سعر الكيلو في أول قطفة بين 35 و 50 ليرة تركية نتيجة وفرة المعروض. ومع انخفاض الكميات المعروضة، ارتفع السعر إلى 70 ليرة للكيلو، وهو ما اعتبره المزارعون مكسباً يعوض جزئياً خسائرهم في محاصيل أخرى.

الجفاف يهدد الموسم: رغم الإيجابيات، تأثر موسم الوردة الشامية بالتغيرات المناخية، حيث أثر الجفاف بشكل كبير على كمية الإنتاج مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للمزارع خالد، الذي أشار إلى أن تأخر الأمطار وندرة المياه سببا ضعفاً واضحاً في المحصول.

مشاريع واعدة وتوجه للاستثمار: أدركت جمعية "أكاديا" الزراعية أهمية هذا الموسم في كللي، وعملت بالتعاون مع اتحاد الفلاحين على دعمه وتطويره. يكشف خالد أن الجمعية تخطط لتوسيع زراعة الوردة الشامية من خلال إنشاء بيوت بلاستيكية وتجهيز بنية تحتية أفضل لتكثيف الإنتاج.

ويتابع: "الجمعية وعدت بشراء معمل لاستخلاص زيت الورد وتجهيزه بالكامل، وتعيين كوادر فنية وإدارية من أبناء البلدة لتشغيله، ما سيمثل نقلة نوعية في استثمار موسم الورد وتحقيق عوائد أعلى للمزارعين".

بين الأمل والتحديات… الوردة الشامية رمز صمود: يرى خالد والمزارعون في بلدة كِلِّلي أن هذا الموسم يمثل فرصة لإعادة الاعتبار للزراعة كمصدر دخل مستقر، رغم التحديات البيئية والاقتصادية. ويأملون أن تتحول الوردة الشامية إلى رمز لصمود الفلاح السوري في وجه الحرب والجفاف وغياب الدعم.

مشاركة المقال: