ردّت الفنانة السورية “أمل حويجة” على قرار النقابة السورية بإسقاط عضوية عدد من الفنانين من المجلس المركزي للنقابة، من بينهم حويجة، في منشور مطول نشرته عبر حسابها في فيسبوك، عبّرت فيه عن استغرابها من صيغة القرار، واعتبرته “رديء الصياغة، مستفزاً، وغير راقٍ”.
وأعلنت الفنانة السورية أنها سبق واعتذرت عن عضوية المجلس المركزي، منذ ثلاثة أشهر، حتى قبل أن يُعلن تعيينها رسمياً، وهو ما رأت أنه كان يستوجب من النقابة إبلاغ الجهات المعنية فيه مسبقاً قبل إصدار قرار الإسقاط. الفنانة التي عاشت خارج سوريا لأكثر من عشرين عاماً، أوضحت أنها اعتذرت عن الانضمام للمجلس بسبب قلقها من اتخاذ قرارات نقابية متسرعة، بحكم وجودها في الخارج وبُعدها الطويل عن تفاصيل العمل النقابي، معتبرة أن من حقها الاعتذار، خصوصاً أنها وافقت على المهمة فقط بدافع الحماس لتقديم شيء إيجابي لنقابتها وبلدها.
وتابعت أن من حقها كذلك أن تطالب النقيب بإعلان هذا الاعتذار بشكل رسمي، خاصة بعد أن نشرت بعض الوسائل الإعلامية عنوان “استبعاد أمل حويجة من النقابة”، دون أن تتلقى أي توضيح أو استجابة من النقابة، ما اضطرها للتواصل بنفسها مع الصحافة وشرح ما جرى.
وقالت إنها التزمت الهدوء والابتعاد عن الأضواء طوال الفترة الماضية، لرغبتها في استعادة علاقتها بوطنها بهدوء ومن دون استعراض، لتفاجأ ببيان النقابة الذي وصفته بـ”المريب”، مشيرة إلى أن الصيغة المستخدمة في البيان، لا سيما عبارة “إسقاط العضوية”، حملت طابعاً ترهيبياً لا يليق بفنانين كان من الممكن شكرهم على الأقل.
وأضافت: «ما يجعل الصبر ممكناً هو محبة الناس، والتفافهم، وشعورهم بأن في الأمر ظلم وإجحاف». وتساءلت في منشورها: «ألا توجد فوق الأختام صيغة للاعتذار؟ لماذا لا يُقال ببساطة: قبلنا اعتذار الفنانين؟»، منتقدة استخدام تعابير تحمل طابع العقوبة، بدلاً من الإقرار بأن بعض الفنانين قد اعتذروا بمبادرة شخصية.
الفنانة التي عرفها الجمهور بصوتها المميز في أعمال الدوبلاج، قالت إنها امتنعت عن زيارة النقابة لعشرين عاماً بسبب “نفور من فسادها”، وأضافت «عشرين سنة فوقها كانت سفراً، لم أصرف فيها سوى فاتورة طبيب أسنان واحدة… وليتني لم أفعل».
وأكدت أنها طلبت من الصحفيين الذين تواصلوا معها بالأمس أن يتوجهوا أولاً بالسؤال إلى النقيب، آملة أن تسمع منه توضيحاً منصفاً، لكنها فوجئت بأن أول ما قيل لها هو أن إسقاط العضوية جاء بسبب “قلة الحكمة، وعدم الالتزام بالدوام، وتابعت: «كنت أتوقع أن يقول: أمل اعتذرت منذ 3 أشهر… ومحمد آل رشي اعتذر بسبب كذا… وميس حرب كذلك. لكن ما حصل كان إسقاطاً جماعياً حراً. ولو!».
وأكدت حويجة أنها ليست بصدد الهجوم أو الاتهام الشخصي، وقالت: «أنا نحلة في عملي، ولست مضطرة لإثبات ذلك. أحب الاعتذار، وأحب الأكابرية في التعامل. لست متشنجة، ولا أميل للاعتقاد بوجود تجييش أو لؤم، لكن هناك قلة تقدير» وختمت منشورها بنبرة متفائلة قائلة: «لا أريد أن أفسد متعتي ببلدي، فأنا متفائلة بدولة حديثة، راقية، حنونة، مدهشة… والرقي سيأتي، لا لشيء، إلا لأننا سوريون».
يذكر أن النقيب “مازن الناطور” أصدر قراراً بإسقاط عضوية 4 فنانين من المجلس المركزي للنقابة وإنهاء تكليف عضو خامس من المجلس، ونصّ على إسقاط عضوية كلٍّ من “أمل حويجة، ميس حرب، نور مهنا، محمد آل رشي” من عضوية المجلس المركزي، وإنهاء تكليف “يوسف عبده” من عضوية المجلس لخروجه عن أهداف النقابة.
وأشار القرار إلى صدور تصرفات لا تليق بقيم ومبادئ العمل النقابي بحسب ما ورد في محضر الاستجواب المنعقد في 19 أيار الجاري.