طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالتوقف عن المماطلة في تنفيذ الاتفاق المبرم مع الحكومة السورية. ووصل وفد من الإدارة الذاتية إلى دمشق أمس، 28 من أيار، لبحث بنود الاتفاق الموقع بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، والقائد العام لـ "قسد" مظلوم عبدي.
وقال الرئيس التركي، اليوم 29 من أيار، في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، "نرى أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تواصل أساليب المماطلة، ويتوجب عليها أن تتوقف عن ذلك".
ولفت أردوغان، إلى ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وهيكلها الموحد ووحدتها الوطنية، وذلك في تصريحات لصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من أذربيجان التي زارها الأربعاء. وشدد على أن تركيا تتابع تنفيذ القرارات المتخذة في هذا الصدد عن "كثب".
وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قد أجرى زيارة إلى تركيا، التقى فيها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 24 من أيار الحالي. وجرى اللقاء في مكتب الرئاسة التركية بقصر دولما بهتشة في إسطنبول، حسبما نقلت وكالة الأنباء التركية "الأناضول". وحضر اللقاء من الجانب السوري، وزير الخارجية، أسعد حسن الشيباني، ووزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، إلى جانب عدد من المسؤولين. ومن الجانب التركي، حضر وزيرا الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات، إبراهيم قالن، إضافة إلى رئيس هيئة الصناعات الدفاعية، خلوق غورغون. وحسب ما نشرته "رئاسة الجمهورية العربية السورية"، فإن الرئيسين بحثا عددًا من الملفات المشتركة.
اتفاق دمشق ـ قسد
قال قائد "لواء الشمال الديمقراطي" التابع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أبو عمر الإدلبي، عبر منصة "إكس" الأربعاء 28 من أيار، إن "لجنة التفاوض جاءت لتكريس الاتفاق المبرم بين رئيس الجمهورية والجنرال مظلوم عبدي"، بما "يمثّل خطوة مفصلية على طريق ترسيخ الاستقرار الوطني وتعزيز وحدة الدولة السورية".
ويضم الوفد عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديموقراطي، فوزة يوسف، والرئيس المشترك لحزب سوريا المستقبل والرئيس السابق للمجلس التنفيذي، عبد حامد المهباش، والرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني، سنحريب برصوم، والرئيس المشترك لهيئة المالية، أحمد يوسف، وعضو القيادة العامة لـ"وحدات حماية المرأة" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، سوزدار حاجي، وفقًا لصحيفة "كورد أونلاين".
وأوضح عضو الهيئة الرئاسية في "المجلس الوطني الكردي" في سوريا، سليمان أوسو، لعنب بلدي، أن وفد "الإدارة الذاتية" يضم في صفوفه العرب والكرد والسريان الآشوريين، ومهمته التفاوض حول كل ما يتعلق بـ"الإدارة الذاتية". أما الوفد الذي أقر تشكيله مؤتمر "وحدة الصف الكردي" والذي عُقد في مدينة القامشلي، في 26 من نيسان الماضي، فمهمته التفاوض حول حقوق الشعب الكردي في سوريا ومستقبله، وفقًا لأوسو.
وأكد أوسو أنه سيكون هناك تنسيق بين وفد "الإدارة الذاتية" ووفد "وحدة الصف الكردي" بخصوص القضايا المتعلقة بالشعب الكردي، لم يتم الإعلان عنها بعد، آملًا أن يتم الإعلان عن تشكيل وفد "مؤتمر وحدة الصف الكردي" في الأيام القليلة المقبلة.
وحسب بنود الاتفاق، الموقع بين الشرع وعبدي، في 10 من آذار، فإن فالمجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وتضمن الدولة حقه في المواطنة وحقوقه الدستورية. وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية، ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.
توجه تركي
وتصر تركيا، على أن تسلم "قسد" أسلحتها أو أن تندمج مع الجيش السوري، وقال الرئيس التركي في 22 من أيار، إنه "يتعين على الحكومة السورية التركيز على اتفاقها مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والذي ينص على اندماجها في القوات المسلحة السورية"، و بحسب "رويترز"، فقد حث الرئيس التركي دمشق على تنفيذه.
أردوغان أعلن عن تشكيل لجنة بين تركيا وأمريكا وسوريا والعراق، لمناقشة مصير مسلحي تنظيم "الدولة" داخل معسكرات الاعتقال (تديرها "قسد" حاليًا).
وقال الرئيس التري إن تركيا وسوريا والعراق والولايات المتحدة شكلوا لجنة لمناقشة مصير مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في معسكرات الاعتقال بشمال شرق سوريا، والتي تديرها قوات سوريا الديمقراطية منذ سنوات.
ويُحتجز ما بين 9 و10 آلاف مقاتل من التنظيم، ونحو 40 ألفًا من أفراد عائلاتهم في شمال شرقي سوريا.