السبت, 14 يونيو 2025 08:48 PM

تصعيد خطير: إسرائيل تشن هجوماً واسعاً على إيران وتستهدف قادة عسكريين ومنشآت نووية

تصعيد خطير: إسرائيل تشن هجوماً واسعاً على إيران وتستهدف قادة عسكريين ومنشآت نووية

شن الطيران الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، هجوماً عسكرياً واسع النطاق على مواقع استراتيجية في العاصمة الإيرانية طهران، في عملية أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم “الأسد الصاعد”، أسفرت عن مقتل قيادات عسكرية بارزة في إيران، بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس أركان الجيش الإيراني. وتحدثت وسائل إعلام إيرانية متطابقة عن سماع دوي انفجارات هائلة في مناطق متفرقة من طهران، إضافة إلى خسائر فادحة شملت مقتل قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، واستهداف مقرات عسكرية، قواعد صواريخ، ومنشآت نووية.

تفاصيل الهجوم الإسرائيلي

نفذت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربات مركزة، استهدفت فيها أهدافاً حيوية تشمل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، صواريخ أرض-أرض، مقرات عسكرية، منصات صواريخ، ومنشآت نووية. وأكدت وكالة تسنيم الإيرانية مقتل حسين سلامي، قائد ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، في الهجوم. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية أن الضربات شملت محاولات لاغتيال رئيس الأركان الإيراني، قادة الحرس الثوري، وعلماء ذرة. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الهجمات استهدفت بشكل مباشر قادة عسكريين، مقرات عسكرية، منشآت نووية، قواعد صواريخ، وعلماء نوويين. وذكر موقع “أكسيوس”، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، أن الضربة الإسرائيلية ركزت على تصفية كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين. وأشار موقع “والا”، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، إلى احتمال كبير بتصفية هيئة الأركان الإيرانية، بما في ذلك رئيس الأركان وعلماء ذرة، خلال الضربة الافتتاحية.

من جهته، أكد مصدر عسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم استهدف حياً في طهران يقيم فيه كبار قادة الحرس الثوري، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربات أدت إلى اغتيال ثلاثة من أبرز القادة العسكريين الإيرانيين: محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية. حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، المدرج على لوائح العقوبات الأمريكية. غلام علي رشيد، قائد قيادة خاتم الأنبياء المركزية.

كما شملت الخسائر الإيرانية مقتل شخصيات بارزة أخرى، من بينهم: علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ووزير الدفاع السابق. أحمد رضا ذو الفقار، عالم نووي إيراني. محمد مهدي طهرانجي، عالم نووي. فريدون عباسي، عالم نووي. وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، نقلاً عن ضباط في الجيش، أن الضربة “قد تكون حققت نتائج أفضل من المتوقع”. ونقلت “سي إن إن” عن مصدر إسرائيلي أن الهجوم ليس حدثاً يقتصر على يوم واحد، بل سيمتد عبر جولات متعددة من الهجمات. وأضاف المصدر أن الحكومة الإسرائيلية رأت “فرصة سانحة عسكرياً ودبلوماسياً” لتنفيذ العملية.

التصريحات الإسرائيلية

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم بأنه “لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل”، مؤكداً أن الهدف الرئيسي هو القضاء على التهديد النووي الإيراني، مشيرا إلى أن العملية ستستمر لعدة أيام لتحقيق هذا الهدف. ونقلت القناة 14 الإسرائيلية أن قرار الهجوم اتخذه نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس قبل ثلاثة أيام، بينما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نتنياهو وكاتس يشرفان على العملية من مقر محصن تحت الأرض. وأعلن كاتس حالة الطوارئ فوراً، وأغلق المجال الجوي الإسرائيلي، متوقعاً هجمات صاروخية ومسيّرة إيرانية رداً على الهجوم. وأفادت صحيفة “جيروزاليم بوست”، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن إيران كانت على وشك تحقيق اختراق نووي خلال أيام قليلة، ما دفع تل أبيب لاتخاذ قرار الهجوم. وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن العملية تمت بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة. وذكرت القناة 12 أن المجلس الوزاري الأمني المصغر أقر بالإجماع قرار مهاجمة إيران، وأن وزراء الحكومة وقّعوا على نموذج تصريح أمني لمنع التسريبات قبل الهجوم. وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن إسرائيل حاولت تصفية مسؤولين كبار في طهران، بينما نقلت القناة 12 أن مسؤولين إسرائيليين كبار نُقلوا إلى مكان آمن بعد الهجوم، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو إزالة التهديد النووي الإيراني.

الرد الإيراني

أعلنت وسائل إعلام إيرانية إطلاق حوالي 800 مسيّرة وصاروخ كروز نحو إسرائيل رداً على الهجوم. وصرحت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن الرد سيكون “صارماً”، بينما أكدت وزارة الدفاع الإيرانية استعدادها لتنفيذ “عقاب قاسٍ ورادع”. ونقلت وكالة مهر عن إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، قوله عبر منصة إكس: “استهداف أي من الأماكن في الأراضي المحتلة سيكون هدفنا المشروع.. لن يمر أي شر دون رد”. وأكد المرشد الأعلى علي خامنئي أن “الكيان الصهيوني ينتظر مصيراً مريراً وعقاباً شديداً”، بينما أمر قائد الجيش الإيراني بالرد على إسرائيل. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الرد على الهجوم حق مشروع لإيران بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وأكد الحرس الثوري أن قواته المسلحة على أهبة الاستعداد للرد بحزم.

ردود الفعل الدولية والعربية

أدانت السعودية الهجوم الإسرائيلي بشدة، معتبرة أنه “اعتداء سافر يمس سيادة إيران وينتهك القوانين الدولية”. وأعربت الإمارات عن إدانتها لاستهداف إيران، معربة عن “قلقها العميق إزاء تداعياته على الأمن الإقليمي”، كما أدانت سلطنة عمان العدوان الإسرائيلي، كما أعلنت الخارجية القطرية أنها تدين وبشدة الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تنبيهاً أمنياً، حذرت فيه مواطنيها في إسرائيل والشرق الأوسط من التوترات المتصاعدة، داعية إلى توخي الحذر ومتابعة الأخبار. وذكر وزير الخارجية الأمريكي أن على إيران عدم استهداف المصالح أو الموظفين الأمريكيين. من جانبه، عبر وزير الخارجية البريطاني عن قلقه من الضربات الإسرائيلية، مؤكداً أن المنطقة تمر بلحظات خطيرة، وداعياً إلى ضبط النفس لتجنب التصعيد الذي قد يهدد السلام والاستقرار.

التداعيات الإقليمية

توقفت حركة الطيران في أجواء الشرق الأوسط بالكامل على خلفية الهجوم، في حين رفع الجيش الأردني حالة الجهوزية للتصدي لأي تهديدات، بينما دوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل وسط توقعات بهجمات صاروخية ومسيّرة إيرانية. وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول رفيع، أن تل أبيب تستعد لعدة أيام من القتال. يأتي هذا الهجوم في سياق توترات إقليمية حادة، وسط مخاوف من تحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة. مع إعلان إسرائيل استمرار عملياتها لأيام بهدف القضاء على التهديد النووي الإيراني، وتظاهر إيران بالرد القاسي، تبقى المنطقة على شفا أزمة خطيرة، مع دعوات دولية متكررة لضبط النفس وتجنب التصعيد.

مشاركة المقال: