تشهد مدينة تدمر، الواقعة شرقي محافظة حمص، نقاشًا واسعًا بين المواطنين والإدارات المحلية حول سعر ربطة الخبز، في ظل استمرار العمل في المخابز العامة وتوزيع المادة بانتظام، رغم التحديات الاقتصادية التي يعاني منها السكان.
وأكّد خالد بهاء الدين، مدير تنسيقية مدينة تدمر، في حديث لمنصة، أن المخبز العام في المدينة يعمل بشكل طبيعي دون أي انقطاع أو تأثّر بالمتغيرات السياسية الأخيرة بعد سقوط النظام السابق. وأشار إلى أن سعر الربطة الواحدة داخل الفرن هو 4000 ليرة سورية، بينما يُباع المنتج نفسه في مراكز التوزيع عند بعض التجار بسعر 4500 ليرة. وقال: "الموضوع المرتبط بالأسعار منوط بالدولة، وهناك وعد من الجهات المعنية بتخفيضه في المستقبل القريب". وأضاف أن الفرن يُنتج يوميًا نحو 25 ألف ربطة خبز لتغطية احتياجات المدينة وضواحيها، وهي كمية تُعد كافية حاليًا لكنها قد لا تلبّي الاحتياج المتزايد في حال استقرار الوضع الأمني وعودة المزيد من العائلات.
بدوره، اعتبر عبد الله العبد الكريم، عضو الإدارة المدنية، في حديث لمنصة ، أن سعر الخبز في الفرن لم يتغير، ويظل عند مستوى 4000 ليرة للربطة، التي تزن حوالي كيلوغرام و100 غرام. ورأى أن هذا الوزن مع السعر الحالي "مناسب نسبيًا" إذا ما قورن بالأسعار في المناطق الأخرى وبما يعادل من المنتجات في الأسواق الخاصة.
لكن الواقع على الأرض يبدو مختلفًا لدى المواطنين، حيث أعرب بهاء الدين محمد، أحد سكان المدينة، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، عن عدم رضا واضح إزاء أسعار الخبز، وقال: "الخبز أصبح عاملًا ضاغطًا على كاهل الأسرة، خاصة مع تدنّي دخل الفرد وضعف فرص العمل". وأشار إلى أن العمل غير الرسمي يقتصر حاليًا على مجالات البناء ومواد البناء والحديد، ما يجعل من الصعب على الكثيرين تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة. وأكّد أن السعر في مركز التوزيع سيصبح 4500 ليرة في عموم سوريا، وهو ما أثار قلقًا لدى الأهالي الذين يأملون برؤية تخفيضات فورية وفعالة. ورغم استمرار عمل المخبز دون انقطاع، فإن تساؤلات عديدة تطرحها الشريحة الواسعة من المواطنين حول مدى استجابة الدولة الجديدة لاحتياجاتهم الأساسية، خصوصًا فيما يتعلق بالدعم الغذائي والمعيشي. ويطالب السكان بتدخّل سريع لتخفيض أسعار المواد الأساسية، وفي مقدّمتها الخبز، الذي يشكّل ركيزة أساسية في ميزانية كل أسرة.
في المقابل، أعرب عبد السلام النمر، أحد سكان تدمر، في حديث لمنصة ، عن رأي مختلف قليلًا، قائلًا إن سعر الخبز "مقبول نوعًا ما" مقارنة بالواقع المعيشي، لكنه أشار إلى مشكلة أخرى تتعلق بعدم توفّر أماكن توزيع منتشرة في أنحاء المدينة، إذ يعتمد السكان حاليًا على الفرن مباشرة فقط، ما يخلق اختناقًا في بعض الأحيان. وأضاف أن جودة الخبز "جيدة نسبيًا"، وتفي بالاحتياج اليومي للأهالي، لكن الخدمات العامة في المدينة ما زالت محدودة، رغم وجود تفاؤل بأن الأمور ستتحسن تدريجيًا مع بدء إعادة الإعمار وتعزيز البنية التحتية. ويُنظر إلى موضوع الدعم الحكومي باعتباره مؤشرًا مهمًا على مدى فعالية الإدارة المدنية الجديدة في تلبية احتياجات الناس، وسط توقّعات بأن تشهد الأيام المقبلة خطوات عملية في هذا الاتجاه.