الأحد, 1 يونيو 2025 04:08 PM

تحذير عالمي: سنوات حرارية قياسية قادمة واحتمال تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية يقلق العلماء

تحذير عالمي: سنوات حرارية قياسية قادمة واحتمال تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية يقلق العلماء

أطلقت «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» اليوم الأربعاء تحذيراً جديداً يفيد بأن العالم يتجه نحو المزيد من السنوات القياسية من حيث درجات الحرارة، وسط مؤشرات تؤكد تسارع الاحترار في المناطق القطبية، وتزايد احتمالات تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية في المستقبل القريب، وهي الزيادة التي حدّدها العلماء قبل دخول مناخ الأرض في المحظور.

ووفقاً للتقرير الصادر عن المنظمة التابعة للأمم المتحدة، يوجد احتمال بنسبة 80% أن يشهد أحد الأعوام بين 2025 و2029 حرارة غير مسبوقة، فيما تصل احتمالات تخطي متوسط الاحترار العالمي عتبة 1.5 درجة مئوية إلى 70% خلال المدة نفسها، مقارنة بالمستويات المسجّلة قبل الثورة الصناعية.

القطب الشمالي: بؤرة الاحترار المتسارع أحد أخطر المؤشرات التي تضمّنها التقرير يتمثّل في ارتفاع حرارة القطب الشمالي، الذي يُتوقّع أن يسجّل احتراراً بمعدل 2.4 درجة مئوية فوق المتوسط التاريخي للثلاثين سنة الماضية، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة أضعاف المعدل العالمي.

تُعدّ هذه الزيادة المتسارعة في درجات الحرارة في القطب الشمالي عاملاً مقلقاً، لما لها من تأثير مباشر على ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستويات البحار، فضلاً عن تأثيرها على تيارات المحيطات والمناخ العالمي بشكل عام.

آثار مناخية مرتقبة بحسب التقرير، يُرجّح أن تتسبب هذه المستويات من الاحترار في تسريع وتيرة الظواهر المناخية المتطرفة، مثل موجات الحر، والأمطار الغزيرة، والجفاف، وذوبان الأنهار الجليدية، وارتفاع منسوب البحار.

كما تتوقّع المنظمة أن يشهد العالم مزيداً من الفيضانات في مناطق مثل الساحل الإفريقي، وشمال أوروبا، وألاسكا، وشمال سيبيريا، مقابل جفاف فوق المعدلات في منطقة الأمازون. أما منطقة جنوب آسيا، فستشهد أمطاراً تتجاوز المعدل خلال السنوات المقبلة.

سُجلت درجات حرارة قياسية هذا العام. سُجلت درجات حرارة قياسية هذا العام. خطر حقيقي على الأفق وضع «اتفاق باريس للمناخ» المُوقّع عام 2015 هدفاً طموحاً يتمثل في الحفاظ على الاحترار دون 1.5 درجة مئوية، باعتبار أن تجاوز هذا الحد يعني دخول مرحلة أكثر خطورة يصعب التنبؤ بتداعياتها بدقة.

لكن التوقعات الأخيرة تُشير إلى أن تخطي هذا الحد قد يحدث في منتصف عام 2029 أو حتى قبل ذلك، بحسب تقديرات مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. كما إنّ بعض العلماء يتوقّعون أن يصل احتمال تجاوز هذا الحدّ إلى 100% خلال عامين إلى ثلاثة أعوام فقط.

وفي تطور أكثر إثارة للقلق، أظهرت النماذج الحاسوبية احتمالاً ضئيلاً، ولكنه خطير، بأن يبلغ الاحترار درجتين مئويتين في سنة واحدة على الأقل خلال المدة المقبلة، وهو ما اعتبره خبراء «تطوراً صادماً» يُظهر مدى تسارع الاختلال المناخي.

لمعرفة المزيد عن التغير المناخي، اقرأ أيضاً: تبعات التغير المناخي تصل إلى النوم!

تحذيرات مناخية متصاعدة تترافق هذه التحذيرات مع تسجيل درجات حرارة قياسية هذا العام، إذ بلغت الحرارة في الصين أكثر من 40 درجة مئوية في بعض المناطق، بينما سجّلت الإمارات درجات قاربت 52 درجة مئوية، وضربت عواصف قاتلة باكستان بعد موجة حر شديدة.

من جهتها، حذّرت خبيرة المناخ في كلية لندن الإمبراطورية، فريديريكه أوتو، من «أنّنا وصلنا فعلياً إلى مستوى خطير من الاحترار»، مشيرة إلى الفيضانات القاتلة التي شهدتها أخيراً بلدان مثل أستراليا، فرنسا، الجزائر، الهند، الصين، وغانا، بالإضافة إلى حرائق غابات واسعة في كندا.

واعتبرت أوتو أن الاستمرار في الاعتماد على الوقود الأحفوري خلال عام 2025 هو «جنون مطلق» في ظل ما يواجهه الكوكب من تحولات مناخية غير مسبوقة.

مشاركة المقال: