الإثنين, 9 يونيو 2025 12:11 AM

انخفاض أسعار حلويات العيد في سوريا 20%.. هل يتحسن الوضع المعيشي؟

انخفاض أسعار حلويات العيد في سوريا 20%.. هل يتحسن الوضع المعيشي؟

رغم انخفاض أسعار حلويات العيد بنحو 20% مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن هذا التراجع لم ينعكس بشكل ملموس على القدرة الشرائية للأسر السورية، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وثبات الدخل.

وفي جولة لموقع "تفاصيل برس" على أحد المحال المتواضعة، سُجّل سعر كيلو المعمول بالجوز عند 50 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر المعمول بالتمر أو ما يُعرف بـ"اللبناني" 24 ألف ليرة. أما البتيفور فقد بلغ 38 ألفاً، والغريبة 34 ألفاً، في حين وصلت أسعار قراص الحليب إلى 32 ألفاً، وتراوحت أسعار البقلاوة ووربات الجوز وكعكة المالحة حول 34 ألف ليرة.

في المقابل، احتفظت محال الحلويات الراقية بأسعار مرتفعة، توازي في فخامتها صالات عرض المجوهرات. حيث بيع كيلو المبرومة بـ275 ألف ليرة، والبلورية والكنافة بالفستق الحلبي بالسعر ذاته تقريباً، فيما سجل سعر عش البلبل 190 ألفاً، و"كول وشكور" 200 ألف ليرة. أما زنود الست فبقي عند 34 ألفاً، في حين وصلت الملوكية إلى 75 ألفاً، وبلغت البقلاوة بالجوز 90 ألفاً للكيلو الواحد.

تقول السيدة مريم، وهي موظفة وأم لأربعة أطفال، إنها كانت تشتري في السابق طبقاً متنوعاً من الحلوى لأطفالها في العيد، لكنها اليوم تكتفي بكميات صغيرة من الأسواق الشعبية، حيث تراوح سعر الكيلو فيها بين 25 و30 ألف ليرة. ورغم أن هذه الأسعار لا تبدو مرتفعة مقارنة بالأعوام السابقة، فإنها لا تزال تشكل عبئاً على دخل شهري لا يغطي الاحتياجات الأساسية.

وفي تصريح لمراسل "تفاصيل برس"، أشار أحد أصحاب المحال إلى أن "الأسعار فعلاً انخفضت، إلا أن أسعار المواد الأولية ما تزال غير مستقرة"، مضيفاً أن ارتفاع تكاليف الغاز والنقل والأجور، سواء على صعيد العمال أو عمليات التوريد، ساهم في الحد من إمكانية خفض الأسعار بشكل أكبر. ولفت إلى أن أغلب المحال تهدف حالياً إلى الحفاظ على وجودها في السوق أكثر من تحقيق أرباح.

من جهتها، فضّلت السيدة ديما، ربة منزل، صناعة الحلويات في المنزل كحل اقتصادي، مؤكدة أنها تصنع المعمول والبرازق بنصف كلفة السوق، وأن جودة الطعم تحظى برضا أطفالها.

أما رامز، وهو موظف ورب أسرة، فيجد نفسه أمام معادلة معقدة، إذ قال: "حتى مع تراجع الأسعار، فإن كلفة الحلوى وحدها تصل إلى 200 ألف ليرة، ناهيك عن مصاريف اللباس واللحمة والمواصلات… العيد لم يعد كما كان".

وبين واقع أسعار آخذة بالتراجع، لكن دون أن تنخفض معها الأعباء المعيشية، وأسواق أصبحت أكثر واقعية لكنها لا تزال بعيدة عن قدرة المواطنين، يظل حضور الحلوى في عيد السوريين باهتاً. ومع ذلك، تواصل الأمهات السوريات صنع الفرح بإمكانيات محدودة، ليولد عيد جديد من رحم المعاناة، بنكهات بسيطة وروح من الرضا.

مشاركة المقال: