الأحد, 15 يونيو 2025 12:39 AM

الشرق الأوسط في قبضة المصالح الأمريكية والإسرائيلية: تحليل لتداعيات السياسات الخارجية

الشرق الأوسط في قبضة المصالح الأمريكية والإسرائيلية: تحليل لتداعيات السياسات الخارجية

نبيه البرجي: آن الأوان لكي ندرك أن الولايات المتحدة لا تنظر إلينا ككائنات بشرية. هل نرضى بالظهور المقوس، وأن نكون الرهائن في قبضة دونالد ترامب أو بنيامين نتنياهو؟ هذه هي "الخطة التوراتية" التي ينفذها رئيس الحكومة "الإسرائيلية".

كم بلغت بنا السذاجة حين ظننا أن ترامب بات جاهزًا لإلقاء رأسه في سلة المهملات، كما لو أن الرجل لا يقوم بكل ما يلزم لخدمة المصالح الأميركية في المنطقة. نفهم أن يقف رجل البيت الأبيض ضد إيران، التي ارتضت أن تضطلع بدور "الغول" الذي يبحث عنه الأميركيون حتى في شقوق الجدران، دون أن تدرك أي خطوط حمراء تحيط بالمنطقة.

هذه حظيرة أميركية، لا بأس أن تكون حلبة لمصارعة الثيران، أو لصراع الديكة. كل صراع من هذا القبيل هو لمصلحة الولايات المتحدة. لكننا لا نفهم كيف يقف رجل البيت الأبيض ضد السعودية التي فتحت له صدورها وصناديقها، وكذلك ضد فرنسا التي استطاع ايمانويل ماكرون أن يجعل منها القهرمانة الأميركية.

السعودية وفرنسا اللتان تسعيان إلى حل سياسي للدولة الفلسطينية، طرحتا مشروع عقد مؤتمر دولي في نيويورك للبحث في الآليات الخاصة بإنشاء تلك الدولة. وكان قد تردد أن الأمير محمد بن سلمان طرح هذه المسألة مع دونالد ترامب أثناء زيارته الأخيرة للمملكة.

قبل نحو أسبوع من موعد انعقاد المؤتمر، اقترح السفير الأميركي في "إسرائيل" مايكل هاكابي، بأن تتخلى دول إسلامية عن بعض أراضيها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. أعقب ذلك، كشفت وكالة "رويترز" عن أن إدارة دونالد ترامب حثت عددًا من حكومات العالم على عدم المشاركة في المؤتمر.

لا دور في المنطقة إلا الدور الأميركي والدور "الإسرائيلي". الآخرون إضافات بشرية على الخريطة. لكننا هنا أمام المملكة العربية السعودية، بثقلها المعنوي والمادي، والتي عليها أن تدرك أن الدولة الفلسطينية هي الدولة المستحيلة على أرض فلسطين.

في هذه الحال علينا أن نتابع بـ"شغف" المذابح اليومية للفلسطينيين. لا قوة ديبلوماسية، ولا قوة عسكرية لأي دولة في المنطقة، إما بالتدمير كما حدث في لبنان وسورية، أو بوضع الترسانات العربية قيد الاحتجاز. ولندع رجب طيب أردوغان ماض في تلك الغيبوبة العثمانية، بدور الغلام في الحرملك الأميركي، وحتى في الحرملك "الإسرائيلي".

لا "إسرائيل" بتلك الإيديولوجيا الدموية وبتلك الصواريخ النووية، هي التي تهدد أمن المنطقة وأمن العالم. ستيفن ويتكوف اكتشف أن إيران التي تخضع للرقابة الصارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تملك "كمية كبيرة من الصواريخ، ما يمثل تهديدًا وجوديًا لأميركا وللعالم وللخليج".

سواء كنا أعداء لأميركا، أم حلفاء لأميركا، مكاننا هو جهنم. وليكن الشرق الأوسط هو… جهنم!!

مشاركة المقال: