الإثنين, 30 يونيو 2025 12:37 AM

الحرب الإسرائيلية الأمريكية على إيران: من المنتصر الحقيقي بعد 12 يومًا من القتال؟

الحرب الإسرائيلية الأمريكية على إيران: من المنتصر الحقيقي بعد 12 يومًا من القتال؟

بقلم: علي عبود

عجزنا جميعًا عن فهم حقيقة ما جرى بعد حرب الـ 12 يومًا التي شنتها إسرائيل وأمريكا على إيران، بذريعة سعي طهران لإنتاج قنبلة نووية خلال أسابيع قليلة، وفقًا لمزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وبعد أن أرغم ترامب إسرائيل على وقف عدوانها، تابعنا تقارير استخبارية وإعلامية حول نتائج هذا العدوان أو الحرب، التي توقع المحللون أن تستمر طويلًا، لكنها انتهت بعد 12 يومًا فقط، بتدخل مباشر مدعوم من ترامب، الذي لا يزال مصراً على الحصول على جائزة نوبل للسلام!

ومهما كانت الأسباب الحقيقية لوقف الحرب الإسرائيلية الأمريكية على إيران، فإننا لم نجد إجابة على السؤال: من انتصر على من؟ إسرائيل تؤكد أنها قضت على مسعى إيران لصنع قنبلة نووية، مع أنها أعلنت منذ البداية أن هدفها الأساسي هو إسقاط النظام الإسلامي الإيراني. وأعلن قادة إسرائيليون أنهم بصدد اغتيال خامنئي كمقدمة لتفجير ثورة ضد النظام الإيراني لإسقاطه من الداخل. بل إن ترامب أعلن بأنه يعرف أين يقيم خامنئي، وكأنه يهدده: سنغتالك متى أردنا، كما اغتلنا قاسم سليماني.

صحيح أن إسرائيل تراجعت عن هدفها بإسقاط النظام، لكنها تصر على أنها انتصرت في الحرب لأنها دمرت منشآت إيران النووية، التي لا يمكن بناؤها من جديد قبل عدة سنوات. والسؤال: إذا انتصرت إسرائيل فعلًا في الحرب على إيران، فلماذا لم توقفها إلا بعد تهديدات ترامب وإرغامها على الانصياع لوقف إطلاق النار؟

ولا يختلف الأمر مع ترامب، فهو أيضًا يؤكد بأنه حقق انتصارًا تاريخيًا وسريعًا بتدمير منشآت إيران النووية، وضمن أمن إسرائيل، وبالتالي جنب انخراط أمريكا في مستنقع حرب جديدة قد تستغرق عدة سنوات. ومع أن ترامب لم يستبعد في الأيام الأولى إسقاط النظام الإيراني، ثم تراجع لاحقًا عن هذا المسعى، فإن السؤال: هل انتصر ترامب فعلًا بتدمير المشروع النووي الإيراني؟

حسب تقرير المخابرات الأمريكية وتقارير لكبريات الصحف العالمية، وفي مقدمتها سي سي إن إن ونيويورك تايمز، فإن منشآت التخصيب النووي الإيرانية لم تتضرر كثيرًا، وبإمكانها استئناف العمل بعد أشهر قليلة. ولم تقصر إيران بدورها بتأكيد انتصارها في الحرب، فلا إسرائيل ولا أمريكا تمكنتا من تدمير منشآتها النووية، ومخزونها من كميات النووي المخصب لا يزال في مأمن، ونظامها ازداد قوة وشعبية؛ والأهم أنها هي من وجه الضربة الأخيرة لإسرائيل بدفعة كبيرة من الصواريخ البالستية؛ وبالتالي هي من انتصر في الحرب التي شنتها كل من إسرائيل وأمريكا على مشروعها النووي ومشروع الصواريخ البالستية.

الخلاصة: لن نعرف الجواب على السؤال: من انتصر في الحرب على من؟… قبل معرفة ما سيحدث في المفاوضات الأمريكية – الإيرانية التي ستعقد قريبًا. (موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: