الجمعة, 27 يونيو 2025 07:39 PM

غموض حول رفع أعلام روسية في ريف حلب: تضارب الروايات وتوقيت أمني حساس

غموض حول رفع أعلام روسية في ريف حلب: تضارب الروايات وتوقيت أمني حساس

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم 27 من حزيران، صورًا تظهر أعلامًا روسية مرفوعة فوق مبنى مهجور بالقرب من بلدة نبّل في ريف حلب الشمالي، مما أثار جدلاً واسعًا وتضاربًا في الروايات.

تباينت الآراء حول حقيقة الصور، حيث اعتبرها البعض قديمة تعود إلى ما قبل سقوط حكم الرئيس المخلوع، بشار الأسد، بينما رأى آخرون أنها حديثة وترتبط بالأحداث الأمنية الأخيرة في سوريا. في المقابل، أشارت رواية أخرى إلى أن رفع الأعلام تم مؤخرًا من قبل عناصر من “فلول النظام السابق” بهدف إثارة البلبلة وإظهار نبل وكأنها موالية للوجود الروسي، مما يذكر بالنزاعات والخلافات التي شهدتها مناطق في الساحل السوري في ظروف مماثلة.

تظهر الصور ثلاثة أعلام روسية مرفوعة فوق بناء مهجور، وقد انتشرت بالتزامن مع ظهور عنصر من الأمن العام في صورة أخرى وهو يقوم بإزالة الأعلام الروسية بجانب مركبة رسمية، الأمر الذي اعتبره البعض تأكيدًا على أن الصور حديثة ومرتبطة بوجود رسمي.

تواصلت عنب بلدي مع أحد سكان بلدة نبل، الذي أكد رفع العلم على مبنى يقع على الطريق الدولي الواصل بين حلب وغازي عينتاب بالقرب من البلدة، وليس داخل النطاق السكاني. وأشار إلى عدم تسجيل أي وجود لأعلام روسية داخل أحياء المدينة، مرجحًا أن المبنى لم يشهد أي نشاط حديث قبل واقعة رفع الأعلام.

كما أشار إلى وجود حاجز ثابت للأمن العام عند مدخل نبل، يمنع دخول أي عناصر فصائلية إلى المدينة إلا بشكل فردي ومن دون سلاح، ما يجعل سيناريو وجود جهة مسلحة داخل المدينة أمرًا مستبعدًا. ورجّح أن يكون الهدف من رفع الأعلام “إثارة الفتنة في المنطقة”، واصفًا الحادثة بـ “الفردية” أو المدفوعة من جهة تسعى لإحداث بلبلة إعلامية، مؤكدًا أن الأوضاع داخل بلدة نبل مستقرة.

حتى لحظة تحرير التقرير، لم تصدر أي تصريحات رسمية من مجلس مدينة نبل أو جهات أمنية محلية حول الحادثة، كما لم تسجل تحركات داخل المدينة، ما يؤكد أن الصور الملتقطة لا تعكس حدثًا داخل النطاق المدني.

توقيت حساس

يتزامن تداول الصور مع توتر أمني تشهده البلاد، عقب تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، مما يضع الحادثة في سياق سياسي وطائفي، وسط احتمالات لتوظيف رموز كالعلم الروسي بهدف خلق توتر في مناطق ذات تركيبة طائفية خاصة.

تقع بلدة نبل، التي تسكنها أغلبية من المذهب الشيعي، في ريف حلب الشمالي، وقد تعرضت لحصار من فصائل المعارضة سابقًا. فك النظام السابق والقوات الحليفة له الحصار عنها وعن بلدة الزهراء المجاورة لها عام 2016، قبل أن تسيطر عليها قوات المعارضة، إبّان معارك “ردع العدوان” التي انطلقت أواخر تشرين الثاني 2024.

عودة محدودة لأهالي نبل والزهراء في حلب
مشاركة المقال: