تعاني طرقات سهل الغاب في ريف حماة الغربي من تدهور شديد، تفاقم نتيجة سنوات الإهمال التي خلّفها النظام السابق، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية جراء المعارك والقصف الجوي.
أكد عبيدة يوسف، أحد سكان المنطقة، أن بعض الطرقات عادت إلى العمل بعد تحرير المنطقة، خاصة تلك المؤدية إلى جسر الشغور والمتجهة من دمشق، إلا أن حالتها لا تزال سيئة وتعيق حركة السير في بعض الأحيان. وأوضح في حديث لمنصة إخبارية، أن الحفر الكبيرة منتشرة على طول الطرق، وأن بعض الطرق الرئيسية أصبحت متهالكة بالكامل، مما اضطر السائقين إلى تغيير مساراتهم وسلك طرق بديلة أقل تضررًا، الأمر الذي يزيد المسافات ويستهلك المزيد من الوقت والجهد.
من جانبه، شدد إبراهيم العطية، أحد سكان سهل الغاب، على أن الوضع السيئ للطرقات يشكل خطرًا حقيقيًا على المدنيين، مشيرًا إلى أن معظم القرى تعرضت طرقها للتدمير نتيجة الاستهداف الجوي من قبل الطيران الحربي التابع لنظام الأسد. وأضاف أن كثرة الحفر والتدهور في حالة الطرق أدت إلى تسجيل حوادث مرورية متكررة، وأن هذا الواقع يعيق أيضًا حركة سيارات الإسعاف ويؤخر وصولها إلى المستشفيات، مستذكرًا أن بعض الجسور قد دُمّرت بالكامل، ومنها جسر بلدة التوينة، مما زاد من خطورة الوضع على الأهالي.
بدوره، قال فايز لطوف، مدير منطقة الغاب، إن وضع الطرقات العامة والفرعية في سهل الغاب سيئ للغاية، مرجعًا ذلك إلى إهمال النظام السابق للبنية التحتية، وتعمد قوات النظام تخريب الطرق وحفرها وإعاقة الحركة المرورية بين المناطق. وأشار لطوف إلى أن هناك عددًا من الطرقات الأكثر احتياجًا للصيانة، من بينها طريق السقيلبية – القرقور الذي يربط مدينة السقيلبية بالمنفذ المؤدي إلى إدلب وجنوب تركيا، إضافة إلى الطريق الرابط بين قريتي العنكاوي وزيزون، والذي وصفه بأنه متهالك بشكل كامل، فضلًا عن طريق الغاب الأوسط، وطريق السقيلبية – مرداش – جسر الشغور، الذي يعاني من تدهور كبير في البنية التحتية مع كثرة الحفر والتشققات.
ولفت المسؤول المحلي إلى عدم وجود خطة زمنية واضحة لإعادة تأهيل هذه الطرق بسبب ضعف الإمكانيات، مؤكدًا أن مجبل الإسفلت الموجود في مدينة حماة متوقف عن العمل، ما زاد من تعقيد الوضع. وأشار إلى أنه تم طلب عدد من السيارات الخاصة بالإسفلت لترميم بعض الطرقات، لكن تنفيذ أعمال الصيانة تم تأجيله حتى إشعار آخر، مضيفًا أن المديرية قامت بإعداد مجموعة دراسات ميدانية عبر مديرية الخدمات في السقيلبية، لتحديد أولويات إعادة تأهيل الطرق في المستقبل.
وختامًا، تبقى إعادة تأهيل الطرقات في سهل الغاب تحديًا كبيرًا يتطلب تدخل الجهات المعنية ودعم المنظمات الدولية لتحسين البنية التحتية، وتسهيل حركة المواطنين والخدمات الأساسية، خاصة في ظل الظروف الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان.