في مبادرة مجتمعية ملهمة، أطلق نشطاء ومتطوعون من مدينة دير الزور حملة تطوعية تحت اسم "حملة سراج"، تهدف إلى إنارة شوارع المدينة، وخاصة الأحياء التي شهدت دماراً واسعاً خلال سنوات الحرب. وتسعى الحملة إلى إعادة الحياة إلى المناطق التي عانت من الظلام، مما أدى إلى انتشار السرقات واستغلال انقطاع الكهرباء.
تركز المبادرة بشكل خاص على الأحياء الأكثر تضرراً، حيث يقوم المتطوعون بتركيب وحدات إضاءة بديلة، في محاولة للحد من الجرائم الليلية وتوفير بيئة أكثر أماناً للسكان الذين عادوا إلى ديارهم بعد فترة نزوح طويلة.
جهود محلية بإمكانيات محدودة
قال كرم آل محمد، أحد المتطوعين في الحملة، في حديث لمنصة: "بجهود أبناء دير الزور وبالتعاون مع شركة الكهرباء وبإشراف المحافظة، أطلقنا حملة (سراج) على مراحل". وأضاف: "نبدأ أولاً بجمع البيانات الميدانية لتحديد المناطق الأكثر احتياجاً، وقد بدأنا العمل حالياً في حي العمال، وسننتقل لاحقاً إلى أحياء أخرى وفق معايير تشمل الكثافة السكانية وغياب الإنارة". وأوضح آل محمد أن الهدف الأساسي هو توفير إضاءة مستدامة تخدم السكان وتعيد الشعور بالأمان، خاصة في المناطق المهجورة جزئياً.
اعتماد على التبرعات
من جانبه، أوضح المهندس يوسف عبيد، المشارك في الحملة، أن المبادرة تعتمد على التبرعات، وأنهم يسعون لإنارة جميع أحياء دير الزور. وناشد أبناء المدينة المقيمين في الخارج للمساهمة في دعم الحملة، مؤكداً أن إعادة الحياة إلى المدينة تتطلب تكاتف الجميع.
أمل جديد بعد سنوات الظلام
أكد الشاب يوسف الشهاب، من سكان حي العمال، على أهمية الحملة في تحسين حياة السكان، قائلاً: "منذ عودتنا إلى الحي في عام 2018 ونحن نعيش في ظلام دامس، خاصة في الشوارع الخلفية التي كانت عرضة للسرقات ليلاً. بفضل حملة سراج، عاد النور والأمان إلى حيّنا، ونشكر القائمين عليها على هذا الجهد النبيل".
تعكس حملة "سراج" صورة مشرقة من صور التكاتف المجتمعي في دير الزور، حيث يتصدى شباب المدينة بجهود تطوعية للفراغ الخدمي، ويعيدون الحياة إلى أحيائهم، على الرغم من محدودية الإمكانيات وغياب الدعم الرسمي الكافي. إنها مبادرة تؤكد أن النور يمكن أن ينبثق حتى في أكثر الأماكن ظلمة، إذا توفر الإيمان بالمبادرة والعمل الجماعي.