شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا بنحو 5% اليوم، الثلاثاء 24 من حزيران، وذلك عقب إعلان إسرائيل وإيران عن موافقتهما على وقف إطلاق النار، الذي بدأ يوم الإثنين 23 من حزيران واستمر قرابة أسبوعين.
في تعاملات اليوم، انخفض سعر برميل "خام برنت"، المعيار الدولي لأسعار النفط، إلى 68.81 دولارًا أمريكيًا، وهو أدنى مستوى له منذ 11 حزيران 2025. ويعزى هذا الانخفاض إلى تراجع المخاوف بشأن اضطراب الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط، المنطقة المنتجة الرئيسية للنفط، بالإضافة إلى تلاشي التهديد المباشر لمضيق "هرمز" الحيوي، الذي يعتبر ممرًا ملاحيًا بالغ الأهمية.
كما سجل سعر البرميل من "خام غرب تكساس" الوسيط الأمريكي انخفاضًا بنسبة 3.7%، ليصل إلى 65.91 دولارًا أمريكيًا.
وكان الرئيس ترامب قد أعلن فجر الثلاثاء عن موافقة إسرائيل وإيران بشكل كامل على وقف إطلاق النار، منهيًا بذلك صراعًا استمر 12 يومًا.
وفي تصريح لوكالة "رويترز"، قال كينيث بروكس، رئيس أبحاث الشركات والعملات الأجنبية والأسعار في "سوسيتيه جنرال": "تجاهل المستثمرون في الغالب ما بدا على السطح حدثًا جيوسياسيًا زلزاليًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقد ثبت حتى الآن أن أولئك الذين حافظوا على رباطة جأشهم وامتنعوا عن خفض المخاطر كانوا على حق".
من جهتها، قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا: "إذا التزم الطرفان بوقف إطلاق النار كما أُعلن، فقد يتوقع المستثمرون عودة أسعار النفط إلى طبيعتها". وأضافت: "في المستقبل، سيلعب مدى التزام إسرائيل وإيران ببنود وقف إطلاق النار المعلنة في الآونة الأخيرة دورًا مهمًا في تحديد أسعار النفط".
يذكر أن العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي كانت قد ارتفعت بنسبة تصل إلى 18% منذ 11 من حزيران، مسجلة أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريبًا عند 79.04 دولارًا أمريكيًا، يوم الخميس 19 من حزيران.
وفي 13 من حزيران، توقع رون بوسو، كاتب عمود الطاقة في وكالة "رويترز"، احتمال وصول أسعار النفط العالمية إلى 100 دولار أمريكي للبرميل، إذا سعت طهران إلى تصعيد الصراع بالرد خارج الحدود الإسرائيلية، وسط توقعات حينها بأن تسعى إلى خنق مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي ضيق بين إيران وسلطنة عُمان، ويمر عبره ما يقارب 50 مليون برميل يوميًا من إجمالي استهلاك النفط في العالم.
