الأربعاء, 25 يونيو 2025 06:52 AM

إدلب تنفض غبار الحرب: مشاريع استثمارية واعدة تنطلق من فندق الكارلتون

إدلب تنفض غبار الحرب: مشاريع استثمارية واعدة تنطلق من فندق الكارلتون

شهد المؤتمر الاستثماري في إدلب استعراض عدد من المشاريع الاستثمارية الهامة، وعلى رأسها مشروع إعادة تأهيل وتشغيل فندق "الكارلتون"، وذلك بتاريخ 23 حزيران. صرح محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، لقناة "الإخبارية" السورية، بأن أهمية مشروع فندق "الكارلتون" سياحيًا تكمن في توفير إقامة فندقية لائقة للوفود الزائرة، بالإضافة إلى توفير مكان مريح يضم صالات ومطاعم عصرية وبانورامية تلبي احتياجات الوفود السياحية.

أما من الناحية الاقتصادية، يساهم المشروع في تحريك عجلة الاقتصاد، ويعتبر نقطة انطلاق للاستثمار في محافظة إدلب، التي وصفها بأنها بيئة خصبة للاستثمار بعد سنوات من الحرب. وأشار إلى الأهمية الرمزية لإعادة تأهيل فندق "الكارلتون"، كونه الفندق الوحيد القادر على استقبال الوفود والشخصيات الهامة الراغبة في زيارة المحافظة. وأكد المحافظ أن "الاستثمار السياحي يعد من أهم الموارد للمحافظة، وذلك بعد تهميش النظام البائد للمحافظة بسبب مواقفها الثورية". كما شدد على أن مشروع إعادة تأهيل فندق "الكارلتون" يعكس توجهات الحكومة والمحافظة لدعم الاستثمار بكافة أشكاله، سواء الصناعي أو التجاري أو السياحي.

خطوة مهمة للسياحة

أفاد رجل الأعمال والمسؤول عن ملف الاستثمار في إدلب، رامي الرحمون، لعنب بلدي، بأن إدلب تشهد حالة "فوران" استثماري، حيث لم يشهد أي مشروع استثماري حتى الآن، وأن الدراسات تهدف إلى إقامة عدة منشآت سياحية استثمارية. وأوضح غانم الخليل، أحد ضيوف المؤتمر، لعنب بلدي أن المؤتمر يهدف إلى فتح المجال لرؤوس الأموال من أهالي إدلب في الخارج للمساهمة في إعادة الإعمار، خاصة في المجال السياحي. وأشار إلى أن صعوبة إيجاد أماكن إقامة مناسبة للزوار في إدلب تدفعهم للتوجه إلى محافظات مجاورة مثل حلب أو حماة، في حين أن إدلب تمتلك العديد من المواقع الأثرية الهامة، وأن افتتاح الفندق سيساهم في تنشيط السياحة وتوفير أكثر من 500 فرصة عمل للأهالي.

وأوضحت هناء دهنين، وهي أيضًا من ضيوف المؤتمر، لعنب بلدي أن إدلب بحاجة ماسة لهذه المشاريع الاستثمارية للنهوض بالقطاع السياحي، وأن إعادة تأهيل الفندق تعتبر خطوة إيجابية ومرحلة مهمة على صعيد الاستثمار. ويرى مسعف سلامة، المستثمر في مجال المطاعم، أن المؤتمر يمثل فرصة للتعرف على المناخ الاستثماري في مدينة إدلب بهدف تطويره وجذب السياح.

صندوق الاستثمار في إدلب

أعلن محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، عن حزمة من التسهيلات للمستثمرين، تتضمن تأسيس "صندوق إدلب للاستثمار" بمساهمة أولية من مستثمرين مغتربين، بهدف دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. واعتبر أن إدلب تمثل أرضًا خصبة للفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات، مؤكدًا التزام الحكومة بدعم كل مستثمر يتطلع إلى أن يكون جزءًا من عملية البناء والتنمية في إدلب. وذكر أن الحكومة تقدم كافة التسهيلات والضمانات للمستثمرين وتشجعهم بكل الوسائل الممكنة، وتسعى لتقديم التشريعات اللازمة. وكشف عبد الرحمن عن وجود العديد من المشاريع الواعدة للاستثمار في المحافظة، واستعرض عددًا من المواقع التي يمكن الاستثمار فيها سياحيًا، وهي:

  • موقع جبل "الأربعين": الذي يتمتع بإطلالة رائعة وموقع خلاب للاستثمار.
  • موقع جبل "الزاوية": الذي يمكن استثماره في السياحة الطبية.
  • منطقة جسر الشغور ونهر العاصي ودركوش: والتي تعتبر بيئة خصبة للاستثمار السياحي والصيد النهري، وتجمع بين الجبل وجماله ومياه النهر والأشجار الخضراء، إضافة إلى المياه الكبريتية في حمامات الشيخ عيسى والتي تعتبر علاجًا للأمراض الجلدية.
  • جبال حارم ومواقع المتنزهات على الطرق الرئيسية "M4" و"M5".

حضر المؤتمر عدد من الشخصيات الحكومية وممثلون عن القطاعات الاقتصادية والخدمية، في خطوة تهدف إلى إطلاق فرص جديدة للاستثمار وتعزيز التنمية المحلية.

الفرص الاستثمارية في سوريا

أوضح الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي، الدكتور مجدي الجاموس، لعنب بلدي، في وقت سابق، أنه يمكن تلخيص أبرز الفرص الاستثمارية الموجودة في سوريا ضمن محورين، أولهما "ترصيف" البنية التحتية، وهي المفاصل التي تعتبر حاملة للاقتصاد الوطني، والتي تسمى "قواعد البنية التحتية للاستثمار"، وهي بحاجة إلى شركات استثمارية كبرى على مستوى العالم. فيما يتمثل المحور الثاني بقطاع الطاقة، وذلك عبر توسيع الإنتاجية السورية من الطاقة، كالكهرباء والنفط والمواني، وفي مجال المناطق الحرة. ويعتقد الدكتور مجدي الجاموس أن أهم القطاعات التي يُنظر إليها كمحركات رئيسة للاستثمار في سوريا اليوم هي القطاع العقاري، ثم المالي، والسياحي، وذلك مع بدء إقبال السوريين المغتربين، ورجال الأعمال العرب وغيرهم، إذ يصبح الاستثمار بالمنشآت السياحية كالفنادق والمطاعم والمناطق السياحية خطوة مهمة.

مشاركة المقال: