تعقد اليوم، الخميس 8 من أيار، جولة مفاوضات ثالثة بين تركيا وإسرائيل في العاصمة الأذربيجانية، باكو، بمشاركة كبار المسؤولين، وسط توترات متزايدة تشهدها سوريا حول الدور التركي فيها.
أفادت "هيئة البث الإسرائيلية" بأن العاصمة الأذربيجانية ستستضيف للمرة الثالثة مفاوضات بين إسرائيل وتركيا، وهي الأعلى مستوى من حيث التمثيل مقارنة بالجولات السابقة. وستتركز المفاوضات حول التوتر المتزايد بشأن الدور التركي في سوريا، وبحسب الهيئة، فإن أنقرة تخطط لإنشاء سبع قواعد عسكرية في مناطق واسعة من سوريا.
ووفقًا لـ"مكان"، فإن إسرائيل ستطرح مطلبين رئيسيين: الأول هو "عدم وجود قوة عسكرية تهدد إسرائيل قرب الحدود مع سوريا"، والثاني هو "عدم وجود أسلحة استراتيجية في سوريا قد تهدد الأمن الإسرائيلي".
ولـ"تهدئة الأوضاع وعدم خروجها عن السيطرة"، توجد مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل، بحسب ما أعلن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في مؤتمر صحفي في باريس مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء 7 من أيار. ووصف الشرع تصرفات إسرائيل بالـ"عشوائية"، داعيًا إياها للتوقف عن التدخل في الشأن السوري.
وقالت ثلاثة مصادر لوكالة "رويترز"، إن الإمارات أنشأت قناة للمحادثات بين إسرائيل وسوريا في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية إلى الحصول على مساعدة إقليمية لإدارة علاقتها مع إسرائيل، التي اتخذت خطوات معادية تجاه سوريا خلال الأشهر الماضية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أمني سوري ومسؤول استخبارات إقليمي (لم تسمِّهما) اليوم، الأربعاء 7 من أيار، أن الاتصالات غير المباشرة التي لم يعلن عنها من قبل، تركز على مسائل الأمن والاستخبارات وبناء الثقة بين سوريا وإسرائيل اللتين لا تربطهما علاقات رسمية.
فشل سابق وإحباط
في 5 من أيار الحالي، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن إحباطه من ترامب بسبب دعمه للرئيس التركي، أردوغان، في ترسيخ سيطرته على سوريا، بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم". وبحسب مصادر الصحيفة الإسرائيلية، فإن نتنياهو أعرب عن "قلقه الشديد إزاء دعم ترامب للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ترسيخ سيطرته على سوريا".
يأتي هذا في الوقت الذي منح فيه ترامب إسرائيل الضوء الأخضر، إن لم يكن أكثر، لاتخاذ أي إجراء تراه ضروريًا في سوريا، وفق ما تقوله "إسرائيل هيوم".
في 11 من نيسان، فشلت إسرائيل وتركيا في التوصل إلى اتفاق بشأن التدابير لمنع التوترات بينهما في سوريا خلال جولة مفاوضات عقدت في أذربيجان، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية. وقالت حينها إنه من المتوقع أن تُستأنف المفاوضات بين الجانبين "بعد انتهاء عطلة عيد الفصح" التي تمتد بين 12 و19 من الشهر الحالي.
ارتفعت حدة التوترات بين إسرائيل وتركيا في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، في 9 من كانون الأول 2024، ووصول المعارضة السورية التي تعتبر حليفًا وثيقًا لأنقرة إلى سدة الحكم.
تنظر أنقرة للتحركات الإسرائيلية في سوريا على أنها تقوّض الاستقرار في البلاد بعد رحيل الأسد، وهو ما قاله بيان وزارة الخارجية التركية عقب غارات واسعة النطاق نفذتها إسرائيل في وسط وجنوبي سوريا.
وتعتقد إسرائيل من جانبها أن تركيا تعمل على ترسيخ وجود عسكري لها في سوريا، وهو ما أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية في تقارير متفرقة، وطُرح على طاولة مسؤولين أمنيين إسرائيليين. وأرسلت إسرائيل لتركيا عبر استهداف مواقع كانت من المفترض وجود عسكري تركي فيها، آخرها كان استهداف إسرائيل لمطار الـ"تيفور" العسكري بحماة، في 3 من نيسان الماضي، في رسالة لأردوغان مفادها "لا تجرؤ على إقامة وجود عسكري على الأراضي السورية"، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.