الجمعة, 16 مايو 2025 10:52 PM

مسؤولون سوريون يتواصلون مع إسرائيليين للاستثمار: هل يشهد البلدان تطبيعًا للعلاقات؟

مسؤولون سوريون يتواصلون مع إسرائيليين للاستثمار: هل يشهد البلدان تطبيعًا للعلاقات؟

أفادت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية بأن مسؤولين سوريين تواصلوا مع رجال أعمال ومسؤولين إسرائيليين لإقناعهم بالاستثمار في سوريا، وذلك بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في الرياض.

وتهدف هذه المراسلات، بحسب التقارير، إلى إرساء أرضية تجارية بين إسرائيل وسوريا، وسط تكهنات بتطبيع العلاقات بينهما. وجاء ذلك بعد لقاء جمع الرئيس الأمريكي بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية الفيديو.

وأكد ترامب للشرع، الذي وصفه بالجذاب والطموح، أنه بصدد رفع العقوبات الأمريكية عن بلاده، مشترطًا الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وأكدت مصادر لوكالة “رويترز” أن الشرع، الآتي من خلفية جهادية، يحاول منذ فترة إيصال رسالة إلى ترامب مفادها أنه لن يشكل تهديدًا على إسرائيل.

وطالب ترامب الرئيس الانتقالي السوري بطرد من وصفهم بـ”الإرهابيين الفلسطينيين من بلاده”، وهي عملية بدأت فيها دمشق مؤخرًا. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت مصادر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، أن السلطات السورية اعتقلت أمينها العام طلال ناجي.

وجاء اعتقال ناجي في سياق حملة واسعة شنتها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام الجديد في دمشق ضد شخصيات وقيادات فلسطينية بارزة، في ما وصفته مصادر إعلامية بأنه استجابة لمطالب أمريكية تتعلق برفع العقوبات عن سوريا، بينها تفكيك شبكات الفصائل الفلسطينية المرتبطة بمقاومة إسرائيل.

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان مسار التطبيع مع إسرائيل سيتم بهدوء، خاصة وأن مسألة رفع العقوبات الاقتصادية تصدرت مشهد لقاء ترامب بالشرع، وشغلت اهتمام الشعب السوري الذي أنهكته سنوات الحرب الأهلية. غير أن السلام مع إسرائيل، إذا تم، سيكون منعطفًا هائلًا لسوريا.

من جهة أخرى، لا يزال القلق يساور إسرائيل تجاه الشرع، حيث يستمر كبار مسؤوليها في مناداته بـ”الجولاني”. ونشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” مقالًا للمؤرخ الإسرائيلي إيال زيسر، عبّر فيه عن صعوبة التعامل مع الملف السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشيرًا إلى التعقيدات الداخلية فيه، وكذلك شخصية الشرع المركّبة.

وقال زيسر إن الشرع “سياسي معتدل في الصباح، يدندن نغمات لطيفة للأذن الغربية، وحتى الإسرائيلية، وفي المساء يتحول إلى أبو محمد الجولاني، زعيم الثوار الجهاديين الذين تعود مصادر إلهامهم إلى القاعدة وداعش”. وتابع المؤرخ الإسرائيلي أنه لا يمكن الوثوق بالشرع، إذ يُحتمل أنه “يذرّ الرماد في العيون” ويسعى لتحويل سوريا إلى دولة تحكمها الشريعة الإسلامية.

(EURONEWS)

مشاركة المقال: