السبت, 17 مايو 2025 05:50 AM

شمال غزة: ناجون يروون تفاصيل ليلة دامية تحت القصف الإسرائيلي.. "الجحيم احترق فوق رؤوسنا"

شمال غزة: ناجون يروون تفاصيل ليلة دامية تحت القصف الإسرائيلي.. "الجحيم احترق فوق رؤوسنا"

في ليلة وُصفت بأنها "أشبه بالجحيم"، عاش سكان شمال غزة لحظات مروعة تحت القصف الإسرائيلي المتواصل.

شهد شمال غزة واحدة من أكثر الليالي دموية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث خلفت الغارات الإسرائيلية العنيفة أكثر من 100 ضحية بين شهيد ومفقود، معظمهم من النساء والأطفال.

وثق المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان استشهاد أكثر من 115 فلسطينيا في محافظة شمال غزة وحدها خلال أقل من 12 ساعة.

أفاد المرصد بأن تل أبيب دمرت ما لا يقل عن 10 منازل في تل الزعتر وجباليا، وحي السلاطين في بيت لاهيا، فوق رؤوس قاطنيها.

أفادت مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية دمرت أكثر من 11 منزلا في بيت لاهيا ومخيم جباليا، مستهدفة المدنيين أثناء نومهم، وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى الضحايا بسبب كثافة القصف.

جحيم على الأرض

"انهار البيت فوق رؤوسنا"، "النيران كانت تلتهم كل شيء"، "فقدت أمي وأخي وابني في لحظة واحدة"، هكذا وصف ناجون من شمال قطاع غزة مشاهد الدمار.

قال أحمد قشقش، أحد الناجين: "كانت ليلة مرعبة، قطعة من جهنم على الأرض، ألسنة اللهب ترتفع من كل مكان، والانفجارات تتوالى، حتى طال القصف المنزل الذي كنا نحتمي فيه".

وأضاف متسائلا: "لا أعلم ماذا حل بأطفالي الأربعة وزوجتي"، مشيرا إلى فقدانهم تحت ركام المنزل.

أوضح الشاب محمود الكيلاني: "استيقظنا على صوت انفجار هائل، انهار البيت فوق رؤوسنا، خرجت أبحث عن عائلتي فلم أجد أحدا".

وبين أن النيران "كانت تلتهم كل شيء، والصواريخ تتساقط كالمطر".

أما السيدة أم حسن مسعود، ورغم نجاتها من القصف، فقد فقدت ثلاثة من أفراد عائلتها.

وقالت: "كنت أظن أنني أعيش كابوسا، لكن الواقع كان أفظع. فقدت أمي وأخي وابني في لحظة واحدة"، قبل أن تنهار باكية داخل مستشفى العودة في تل الزعتر.

"شعرت أنها آخر لحظات حياتي"

وثق الصحفي يوسف فارس تفاصيل نجاته مع عائلته من الموت إثر القصف الإسرائيلي على شمال غزة.

وقال: "قصفوا منزل جيراننا فاستشهدوا جميعا، ثم أطلقت المدفعية قذائفها تجاه منزلنا بينما كنا محاصرين أسفل السلالم".

وأضاف: "في محاولتي الأولى للخروج، أطلقت طائرة مسيرة النار علينا، فعدنا إلى الداخل، كل الطرق كانت مقطوعة بالركام والنيران، وقذائف المدفعية كانت تنهال من كل اتجاه. شعرت أنها اللحظات الأخيرة من حياتي، لكننا تمكنا من سلوك طريق فرعي غير مألوف، ونجونا".

"مذبحة حقيقية"

أفاد مدير مستشفى العودة في تل الزعتر، محمد صالحة، بأن المستشفى استقبل عشرات الجرحى والشهداء، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.

وأكد أن طواقم الدفاع المدني ما زالت تحاول انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وسط دمار هائل.

وقال صالحة: "ما شهدناه في شمال غزة الليلة الماضية، كان مذبحة حقيقية، البيوت قصفت على رؤوس ساكنيها، وهناك عشرات الضحايا ما زالوا تحت الركام".

خلال الأيام الثلاثة الماضية، ضاعفت إسرائيل وتيرة القصف على غزة، بالتزامن مع جولة للرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط.

وتأتي هذه المجازر عقب تصريح بأن الشعب الفلسطيني في غزة "يستحق مستقبلا أفضل".

وخلال جولة استمرت ثلاثة أيام، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينيا.

وجاءت هذه الزيادة عقب تصديق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” على توسيع العمليات في القطاع، وتفعيل خطة عسكرية جديدة تحت اسم “عربات جدعون”.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل جرائم في غزة خلّفت نحو 173 ألف ضحية، معظمهم أطفال ونساء.

مشاركة المقال: