شهدت مدينة عربين أمس الثلاثاء افتتاح محطة توليد الطاقة الكهربائية، ضمن الجهود الرامية لإعادة تأهيل البنى التحتية في ريف دمشق، باستطاعة تصل إلى 30 ميغا واط، بعد سنوات من التوقف القسري نتيجة تعرضها للقصف خلال الحرب. وقال المكتب الإعلامي لريف دمشق لمنصة إن إعادة تشغيل المحطة جاءت بجهود سورية-دولية مشتركة، حيث نفذت وزارة الطاقة أعمال التأهيل بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبمشاركة فنية عالية من قبل مهندسين وخبراء محليين، تمكنوا من تجاوز الأضرار الجسيمة وإعادة المحطة إلى العمل بكامل طاقتها التشغيلية.
وشهد حفل الافتتاح حضور وزير الطاقة محمد البشير، إلى جانب وفد رسمي حكومي، حيث أُعلن عن دخول المحطة الخدمة رسميًا، على أن تبدأ بتغذية مناطق الغوطة الشرقية بالكهرباء خلال الأيام القليلة المقبلة. وستُسهم المحطة كذلك في تعزيز عمليات ضخ المياه، التي كانت تتأثر بشكل مباشر بانقطاع التيار الكهربائي، ما سيخفف العبء عن آلاف العائلات التي عانت طويلًا من نقص المياه والخدمات الأساسية.
يُعد هذا الإنجاز ثمرة تنسيق طويل بين الجهات الفنية المحلية والشركاء الدوليين، ضمن رؤية حكومية تهدف إلى معالجة آثار الحرب على قطاع الطاقة، الذي يُعد من أكثر القطاعات تضررًا في سوريا.
لسنوات طويلة، عانت مدن وبلدات الغوطة الشرقية من انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، بعد أن تعرضت معظم منشآت الطاقة والبنى التحتية في المنطقة للدمار خلال العمليات العسكرية. واضطر الأهالي إلى الاعتماد على بدائل شاقة ومرتفعة التكلفة مثل المولدات الخاصة والطاقة الشمسية المحدودة، وسط تراجع القدرة الشرائية وارتفاع تكاليف الوقود.
لم تقتصر آثار غياب الكهرباء على الحياة اليومية فحسب، بل انعكست أيضًا على القطاعين الصحي والتعليمي، إذ شهدت المستشفيات والمدارس صعوبات كبيرة في تأمين الحد الأدنى من الخدمات. ويُنظر إلى إعادة تشغيل محطة عربين اليوم بوصفها بداية استعادة الحياة إلى واحدة من أكثر المناطق تضررًا، كما يُتوقع أن ينعكس تشغيل المحطة بشكل مباشر على تحسين الخدمات العامة، وخلق بيئة أكثر استقرارًا تساعد في عودة المهجرين وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
رغم هذا الإنجاز، فإن الطريق لا يزال طويلًا أمام استعادة المنظومة الكهربائية السورية عافيتها، في ظل التحديات الكبرى التي يفرضها نقص الموارد والعقوبات الدولية المفروضة، إلى جانب تدمير أو تعطيل العديد من المحطات وخطوط النقل. وأكد المكتب الإعلامي في ريف دمشق لـ”” أن العمل جارٍ على إعداد خطط إضافية لإعادة تأهيل منشآت حيوية أخرى، ضمن الإمكانيات المتاحة، مع السعي لاستمرار التعاون مع المنظمات الدولية الفاعلة في هذا القطاع.
ويأمل سكان الغوطة أن يكون تشغيل محطة عربين بداية مرحلة جديدة من التعافي الخدمي، تمهّد الطريق لعودة الاستقرار إلى المنطقة بعد سنوات من المعاناة والعزلة.