الإثنين, 19 مايو 2025 10:18 PM

صنعاء تكثف هجماتها على مطار بن غوريون وتعلن: عزل إسرائيل جوياً "مسألة وقت"

صنعاء تكثف هجماتها على مطار بن غوريون وتعلن: عزل إسرائيل جوياً "مسألة وقت"

رشيد الحداد: صعّدت قوات صنعاء، أمس، هجماتها الصاروخية على مطار "بن غوريون" في تل أبيب بهدف تثبيت الحظر الجوي الذي أعلنته سابقاً على إسرائيل. وجددت دعوتها لجميع شركات الطيران الدولية بتجنب التحليق في أجواء الكيان، مؤكدة عزمها توسيع نطاق عملياتها الجوية لتشمل كافة مطارات الاحتلال في الفترة المقبلة.

أعلن الناطق باسم القوات، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ ثلاث هجمات جوية ضد مطار "بن غوريون"، باستخدام صاروخين باليستيين، أحدهما فرط صوتي من طراز "فلسطين 2"، والآخر باليستي بعيد المدى من طراز "ذو الفقار"، بالإضافة إلى دخول الطائرات المسيرة من طراز "يافا" في معركة الحظر الجوي.

تُعد هذه العملية التاسعة التي تستهدف مطار "بن غوريون" منذ الرابع من الشهر الجاري، وتحمل عدة رسائل. أولها، استعداد صنعاء للرد على أي تصعيد إسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بتصعيد مماثل، خاصة مع عودة حرب الإبادة ضد سكان القطاع وارتكاب العدو مجازر ضد النازحين في شمال ووسط وجنوب غزة، أسفرت عن سقوط أكثر من 100 شهيد مدني، معظمهم من النساء والأطفال.

الرسالة الثانية موجهة إلى القادة العرب المشاركين في قمة بغداد العربية، وتؤكد أنه لا سبيل للتعامل مع العدو إلا بالقوة ومضاعفة الضغوط العسكرية، كونه يتعمد الرد على مخرجات كل قمة عربية بتكثيف جرائم القتل والإبادة بحق الفلسطينيين العزل، وكان رده على بيان قمة بغداد الهزيل إعلانه عملية "عربات جدعون".

اعترف جيش الاحتلال بتعرض مطار "بن غوريون" للهجوم فجر أمس، لكنه ادعى أن منظومة "حيتس" اعترضت صاروخاً واحداً أُطلق من اليمن. وفي تعليق على هذه المزاعم، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لحركة "أنصار الله"، نصر الدين عامر، في منشور على منصة "إكس": "من يصدق ادعاء العدو باعتراض الصواريخ اليمنية، عليه أن يتذكر عندما أعلن العدو في البداية اعتراض الصاروخ الشهير الذي ضرب مطار اللد (بن غوريون) قبل أيام بنجاح. ولولا خروج الفيديوهات وعدم قدرته على التحكم في الرواية، لما عاد بعدها واعترف بوصوله وفشل منظومات الدفاع الجوي".

وأشار عامر إلى أن "استراتيجية العدو الصهيوني الإعلامية تجاه العمليات اليمنية هي التعتيم والإنكار الكامل، ثم الاحتواء والتقليل من النتائج في حالة تسربت الفيديوهات أو أي معلومات عن الضربات اليمنية".

أدت العملية الجديدة إلى إغلاق المطار الوحيد الذي يستقبل رحلات دولية لنحو ساعة، ودفعت الجبهة الداخلية للاحتلال إلى إطلاق صفارات الإنذار في نحو 80% من الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن شأن هذا التطور أن يعزز أزمة الثقة المتصاعدة بين إسرائيل وشركات الطيران الدولية، والتي أعلنت أكثر من 20 منها وقف نشاطها الجوي من وإلى الكيان، نتيجة ارتفاع معدل المخاطرة والتهديدات اليمنية. وكانت السلطات المختصة في صنعاء قد دعت الشركات التي تسير رحلات جوية من إسرائيل وإليها إلى التوقف عن ذلك حفاظاً على سلامة طائراتها وركابها.

تسعى صنعاء، وفقاً لخطة تصعيد محكمة، إلى إطباق الحصار الجوي بنسبة كبيرة على الكيان وعزله عن العالم أجمع، خاصة أن عملياتها غير محدودة بوقت معين، وهي قادرة على مباغتة العدو في غضون دقائق لامتلاكها صواريخ فرط صوتية متطورة تستطيع قطع المسافة من اليمن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في نحو 12 إلى 14 دقيقة كحد أقصى. وفي هذا الإطار، أكد مصدر اقتصادي في صنعاء لـ"الأخبار" أن "قرار الحظر حقق حتى الآن أكثر من 50% من أهدافه. ومع تصاعد العمليات، سوف تتمكن صنعاء من عزل الكيان عن العالم خلال الأسابيع المقبلة".

يشار إلى أن حكومة صنعاء تمكنت من إعادة مطار العاصمة اليمنية إلى الخدمة، على الرغم من تعرضه للتدمير الشامل من قبل العدوان الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري.

مشاركة المقال: