أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دهشة المراقبين بإعلانه عدم إلمامه بتفاصيل مهمة حول العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك في معرض تعليقه على قراره برفعها في الفترة المقبلة. وأبدى ترامب إعجابه بالرئيس السوري واصفًا إياه بالشخص القوي، وتعهد بمتابعة نتائج رفع العقوبات، مشيرًا إلى أن الرئيس السوري أمامه "الكثير ليفعله" في المقابل.
وأضاف ترامب: "لم أكن أعلم أن سوريا كانت خاضعة للعقوبات لهذه الفترة الطويلة"، مؤكدًا إيمانه "بالسلام عبر القوة"، وكرر وصفه لنظيره السوري بالرجل القوي.
في المقابل، كشف مسؤولون أمريكيون كبار لوكالة "رويترز" أن قرار ترامب المفاجئ برفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، والذي اتخذه في 13 مايو، أثار استغراب بعض أعضاء إدارته الذين لم يكونوا على علم به. وأفادت الوكالة نقلًا عن "أربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين" أن كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة في واشنطن سارعوا إلى فهم كيفية إلغاء العقوبات.
وأشار أحد المسؤولين إلى أن البيت الأبيض لم يصدر أي مذكرة أو توجيه لمسؤولي العقوبات في وزارتي الخارجية أو الخزانة للتحضير لرفع العقوبات، كما لم يتم إخطارهم بإعلان الرئيس. ووصف تقرير "رويترز" الرفع المفاجئ للعقوبات بأنه "خطوة تقليدية من خطوات ترامب، وقرار مفاجئ، وإعلان دراماتيكي، وصدمة ليس فقط للحلفاء، بل أيضًا لبعض المسؤولين أنفسهم الذين ينفذون هذا التغيير في السياسة، حيث شعروا بالارتباك بشأن كيفية تخفيف الإدارة لمستويات العقوبات، وأيها سيُخفف، ومتى سيكون ذلك؟".
ووفقًا لـ"مسؤول كبير" تحدث لـ"رويترز"، وحتى وقت لقاء ترامب بالرئيس السوري في الرياض، لم يكن مسؤولو وزارتي الخارجية والخزانة متأكدين من كيفية المضي قدمًا في اتخاذ القرار. ورغم أن كبار مسؤولي البيت الأبيض والأمن القومي، وبعض المشرعين في الكونجرس، ناقشوا لأشهر مسألة تخفيف العقوبات، إلا أن "الجميع لا يزال يحاول إيجاد طريقة لتطبيق قرار ترامب".
وأضاف "المسؤول الكبير" قائلًا: "قبل زيارة ترامب إلى السعودية، لم يكن هناك ما يشير بوضوح – على الأقل للمسؤولين داخل وزارتي الخارجية والخزانة المعنيتين بالعقوبات – إلى أن الرئيس قد اتخذ قرارًا". وذكر "مسؤول في البيت الأبيض" أن تركيا والسعودية طلبتا من ترامب رفع العقوبات ولقاء الرئيس السوري. وقال المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية والمدير التنفيذي الحالي لمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، جوناثان شانزر، إن مسؤولين سوريين كبارًا كانوا في واشنطن الشهر الماضي وضغطوا بقوة من أجل رفع جميع العقوبات.
وكان مسؤولون من وزارتي الخارجية والخزانة قد صاغوا مذكرات وخيارات لتوجيه الإدارة الأمريكية حول كيفية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، في حال قررت واشنطن ذلك. وتتطلب عملية رفع العقوبات أمرًا مباشرًا وتنسيقًا وثيقًا بين وكالات مختلفة متعددة مع الكونجرس، وهو ما يمثل تحديًا خاصًا في الحالة السورية، بحسب الوكالة.