رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق: نتنياهو يغامر بمستقبل إسرائيل في غزة
انتقد عاموس يادلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، بشدة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبراً أنه يدفن مستقبل الإسرائيليين في رمال قطاع غزة.
جاء ذلك في مقال مشترك مع العقيد احتياط أودي افينتال، الخبير في الاستراتيجية وتخطيط السياسات، بعنوان: "نتنياهو يدفن مستقبلنا في رمال قطاع غزة"، نشره موقع القناة "12" العبرية.
وأشار يادلين إلى أن "زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط تعبر عن رؤية أمريكية عربية مشتركة للتقدم الإقليمي والازدهار الاقتصادي والتطور التكنولوجي الرائد والتنسيق السياسي المتزايد".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد استهل جولته الأخيرة بالشرق الأوسط بزيارة السعودية ثم قطر والإمارات، مستثنياً إسرائيل من جولته.
دعوة لوقف الحرب في غزة
يرى يادلين أن "إسرائيل تملك الآن فرصة تاريخية للقفز على هذا القطار، الذي يتحرك بسرعة".
ودعا إلى "وقف الحرب في غزة، التي تحققت أهدافها العسكرية، بعد هزيمة حماس بشكل يمنعها من تكرار هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول (2023)".
يذكر أن حركة حماس هاجمت في 7 أكتوبر 2023 قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، رداً على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته".
ومنذ ذلك التاريخ، تشن إسرائيل بدعم أمريكي، هجوماً على غزة خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين.
ويعتقد يادلين أن "وقف الحرب سيسمح لإسرائيل بالتوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق سراح الرهائن (الأسرى)، وإعادة التركيز على عملية التطبيع مع السعودية، وضمان مشاركة الدول العربية في حل مشكلة غزة، وتعميق التنسيق مع الولايات المتحدة حول المعايير التي من شأنها وقف البرنامج النووي الإيراني".
وتشير تقديرات إلى وجود أسرى إسرائيليين في غزة، بينما يقبع آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
تحذير من الخسائر المحتملة
حذر يادلين من "إصرار الحكومة على مواصلة توسيع الحرب إلى ما لا نهاية، بدعوى السعي إلى تحقيق "نصر كامل" على حماس وخلق ضغط لإبرام صفقة جزئية لإطلاق سراح الرهائن".
وأشار إلى أن ذلك "سيفشل في تحقيق أهداف الحرب، وسيستمر في إضعاف مكانة إسرائيل وتعميق عزلتها، وسيعمل نتنياهو على ترسيخ مكانته كمفسد إقليمي".
وأضاف: "في مثل هذا السيناريو، قد تجبرنا الولايات المتحدة ودول المنطقة على إنهاء الحرب بمبادرة منها، أو فقدان الاهتمام بغزة، وهذا ما سيترك إسرائيل تتعامل بمفردها مع المشكلة".
وشدد على أن "ثمن العناد هو العزلة السياسية ورهائن يدفعون حياتهم ثمنًا لوهم ’النصر الكامل’".
واشنطن وحماس
قال يادلين إن "ترامب أجرى مفاوضات مباشرة مع حماس من وراء ظهر إسرائيل، لإطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المختطفين في غزة".
واعتبر أن "الطريقة التي تم بها إطلاق سراح الجندي (الإسرائيلي الأمريكي) عيدان ألكسندر هي نقطة بارزة أخرى في عملية إبعاد إسرائيل نفسها عن تحركات الإدارة الأمريكية في المنطقة".
ورأى أن "هذا تعبير عن التصور الأمريكي بأن السياسة الإسرائيلية لا تساعد بل وتعرقل الاستراتيجية التي يريد ترامب الترويج لها في الشرق الأوسط".
ولفت إلى "استدعاء نتنياهو للبيت الأبيض لإبلاغه في اللحظة الأخيرة بأن الإدارة ستجري مفاوضات مع إيران بشأن القضية النووية، والقرار الذي فاجأ إسرائيل بوقف الحرب مع اليمن، وقطع الصلة بين البرنامج النووي المدني للسعودية وتطبيعها مع إسرائيل".
واعتبر أن هذه "كلها أضواء تحذيرية ساطعة بشأن الضرر الواضح في قوة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة".
وتابع: "ربما يدخل نتنياهو وحكومته في مواجهة مباشرة مع ترامب، الذي قد يتخذ خطوات تثني يد إسرائيل، مثل وقف المساعدات العسكرية الحيوية لحرب طويلة في غزة وإيران، وربما حتى الإضرار بعلاقات البلدين في جوانب أخرى".