كشف تقرير الطب الشرعي الألماني عن استئصال أعضاء داخلية من جثمان الناشط السياسي الإيراني الألماني، جمشيد شارمهد، قبل تسليمه إلى برلين. وجاء هذا الكشف المؤلم خلال مراسم تأبينه التي أقيمت يوم الجمعة.
غزاله شارمهد، ابنة جمشيد، أعربت عن خيبة أملها العميقة من الحكومة الألمانية، مؤكدة أنها لم تبذل جهودًا كافية لنقل جثمان والدها من إيران. وفي مقابلة مع صحيفة "ولت" الألمانية، انتقدت غزاله وزارة الخارجية الألمانية لعدم بذلها "القدر الكافي" لإنقاذ حياة والدها الذي اختُطف وسُجن في إيران، واصفة تعامل برلين مع القضية بأنه "لم يكن على مستوى التحدي".
في تصريحات سابقة لقناة "إيران إنترناشيونال"، أكدت غزاله نقل جثمان والدها إلى ألمانيا، لكنها شددت على ضرورة إجراء تشريح لتأكيد هويته، وهو ما تم بالفعل. واتهمت الحكومة الألمانية بالخضوع لأوامر طهران، قائلة: "ألمانيا عبد تابع للنظام الإيراني، وتنفذ تعليماته".
جمشيد شارمهد، البالغ من العمر 69 عامًا، كان يحمل الجنسية الألمانية ومقيمًا في الولايات المتحدة لأكثر من عقدين. اختُطف في دبي في أغسطس 2020 أثناء سفره من ألمانيا إلى الهند، ونُقل إلى إيران. وفي أكتوبر 2024، أعلنت وكالة ميزان الإيرانية عن "جزاء أفعاله" بعد صدور حكم قضائي بحقه، دون تفاصيل إضافية.
تعتزم غزاله، بعد التعرف الرسمي على الجثمان، اتخاذ إجراءات قانونية لمقاضاة النظام الإيراني في ألمانيا.
وكانت المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في إيران لدى الأمم المتحدة، ماي ساتو، قد أعربت في فبراير الماضي عن قلقها الشديد إزاء وفاة شارمهد في السجون الإيرانية، مؤكدة انتهاك حقوقه الأساسية منذ لحظة اختطافه. وشددت على أن الحق في الحياة والمحاكمة العادلة وحرية التعبير والحماية من الاعتقال التعسفي، كلها حقوق انتُهكت بحق شارمهد.
وذكرت وكالة "دانشجو" الإيرانية أن تسليم جثة شارمهد إلى ألمانيا تم في إطار "الإجراءات القضائية والدبلوماسية" استجابة لطلب عائلته، مشيرة إلى أنه توفي في السجن قبل تنفيذ حكم الإعدام. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قد صرح في نوفمبر 2024 بإمكانية نقل الجثة إلى الخارج بطلب رسمي ووفقًا للقوانين الإيرانية.