الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:26 PM

مفاوضات وقف إطلاق النار تتعثر وغزة تواجه تصعيداً عسكرياً: هل تتسع العمليات الإسرائيلية؟

مفاوضات وقف إطلاق النار تتعثر وغزة تواجه تصعيداً عسكرياً: هل تتسع العمليات الإسرائيلية؟

زار وفد إسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال، رون ديرمر، العاصمة المصرية القاهرة مساء أول أمس، حيث ناقش التصوّر الذي قدّمته حركة «حماس» لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب مقترحات أخرى تتعلّق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وفيما غادر ديرمر القاهرة بعد ساعات، أبقت تل أبيب على فريق تفاوضي في القاهرة، بهدف استكمال المحادثات. وترافق ذلك مع حديث مصدرين أمنيين مصريين، إلى وكالة «رويترز»، عن أن المحادثات التي تستضيفها القاهرة «تشهد تقدّماً ملموساً»، وتأكيدهما وجود «إجماع مبدئي حول التوصل إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار، على الرغم من بقاء عدد من النقاط الخلافية عالقة»، وفي مقدّمتها مسألة تسليح «حماس».

في المقابل، شكّك مصدر سياسي إسرائيلي في دقّة ما أوردته «رويترز»، بحسب ما نقلته «القناة 13» العبرية، مؤكداً أن «إسرائيل تعمل بشكل مكثّف مع الولايات المتحدة والوسطاء الإقليميين من أجل إبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، لكنها لم تتوصل بعد إلى اتفاق نهائي». وفي السياق نفسه، نقلت قناة «كان» عن مصدر إسرائيلي مطّلع، إشارته الى أن «الخلافات الجوهرية في مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس لا تزال متركّزة حول ملف نزع سلاح الحركة»، في حين قالت مصادر مطّلعة في «حماس» إن «المحادثات مستمرّة»، لكنها لم تُحدث أي اختراق حتى الآن، مؤكّدة في الوقت نفسه «رفض الحركة لأي حلول جزئية أو مؤقتة».

ومن المقرّر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغّر «الكابينت» مساء الأحد المقبل، حيث سيطّلع الوزراء على تطورات مفاوضات الصفقة، ومستجدات الوضع الميداني في غزة، إلى جانب مناقشة فحوى المباحثات بين واشنطن وطهران حول اتفاق نووي جديد. وإذ يُرجّح اتخاذ المجلس القرار بتوسيع العملية العسكرية في القطاع، أكّد رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، أن القوات الإسرائيلية ستكثّف عملياتها هناك، داعياً إلى تحمل «المسؤولية الوطنية» والمشاركة في ما وصفه بـ»الرحلة التاريخية لشعب إسرائيل». وأضاف: «نحن بحاجة إلى الجميع، فالأمر ليس فقط ضرورة عملية بل وطنية، من أجل المساواة ووحدة المصير».

وتزامناً مع هذه الدعوة، أفادت قناة «كان» العبرية بأن الجيش الإسرائيلي بدأ بإرسال أوامر استدعاء لآلاف جنود الاحتياط في سلاحي المدرعات والمشاة، تحضيراً لتوسيع العملية البرية. وفي هذا الإطار، كتب الصحافي آساف بوزايلوف نقلاً عن شهادة أحد أصدقائه، وهو جندي في لواء «الكوماندوز»، أن «نسبة حضور الجنود خلال الخدمة الاحتياطية الأخيرة لم تتجاوز النصف»، معبّراً عن رفضه الشخصي للالتحاق بالخدمة مجدّداً، قائلاً: «ليجنّدوا الحريديين… توقّفت عن دراسة الماجستير سابقاً بسبب الحرب، ولن أكرّر الأمر».

غادر ديرمر القاهرة بعد ساعات، فيما أبقت تل أبيب على فريق تفاوضي في العاصمة المصرية

من جهته، صعّد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، من خطابه، معتبراً أن إنهاء الحرب يستوجب تفكيك سوريا، وضرب «حزب الله»، وتجريد إيران من قدراتها النووية، و«تطهير غزة من حماس» على حدّ تعبيره، بالإضافة إلى «خروج مئات الآلاف من سكان القطاع»، و«إعادة الأسرى الإسرائيليين» سواء أحياء أو إلى «قبور إسرائيل». ودعا رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى اتخاذ ما وصفه بـ«القرار التاريخي»، قائلاً إن الحكومة والشعب سيقفان خلفه. ومن جانبه، شدّد نتنياهو على ضرورة مواصلة القتال، معتبراً أن «إعادة المخطوفين من غزة أولوية لن يتمّ التخلي عنها»، ومؤكداً أن «جنود إسرائيل يضحّون منذ السابع من أكتوبر من أجل هذا الهدف».

وأضاف، في تصريح آخر، أن حكومته «غيّرت وجه الشرق الأوسط»، وأن المهمة الحالية لا تقتصر على النصر في الحرب بل تشمل إعادة الأسرى. وتتواءم هذه التصريحات مع ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن ديوان رئيس الوزراء، الذي أفاد برفض إسرائيل لمقترح وقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات، والذي يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين. وفي المقابل، اتّهم زعيم المعارضة، يائير لبيد، نتنياهو بعدم امتلاك رؤية واضحة للانتصار على «حماس»، معتبراً أنه «فشل في تحقيق ذلك منذ أكثر من عام ونصف عام، وسيستمرّ في الفشل».

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، كشفت «القناة 14» العبرية عن نية إسرائيل السماح بدخول 100 شاحنة يومياً إلى قطاع غزة في حال استئناف تقديم المساعدات، مقارنةً بـ600 شاحنة يومياً، كانت تدخل خلال فترة صفقة الأسرى السابقة. وأضافت القناة أن «شركة أميركية ستتولّى مسؤولية توزيع المساعدات تحت حماية الجيش»، مشيرة إلى أن «تنفيذ هذا المخطّط مرهون إما بالتوصّل إلى صفقة تبادل، أو بنفاد المواد الغذائية من المخازن في القطاع، بما يستدعي تدخلاً عاجلاً لمنع وفيات جماعية».

مشاركة المقال: