الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:38 PM

سوريون هربوا من ويلات الحرب ليصبحوا ضحايا لنزاعات جديدة

سوريون هربوا من ويلات الحرب ليصبحوا ضحايا لنزاعات جديدة
التقت صحيفة **آيريش تايمز** بخمس عائلات سورية تقيم بين البقاع وشرق لبنان، مرورًا بالعاصمة بيروت. كما تحدثت إلى أكثر من عشرين شخصاً عبر مكالمات هاتفية أو تطبيق واتساب، كلهم فرّوا من الحرب في سوريا ليجدوا أنفسهم ضحايا لصراع آخر. هؤلاء اللاجئون يشعرون بأنهم محاصرون ومنسيون، ويخشون من تعرض مطار بيروت، وهو المنفذ الوحيد للسفر الدولي، للقصف أو الإغلاق. بعض اللاجئين عبّروا عن معاناتهم في تأمين حجوزات لنقل المواطنين الأيرلنديين من لبنان، رغم أن حقوقهم كلاجئين تم تجاهلها. أحد الرجال وصف حالته النفسية وأثر الحرب المستمرة على أطفاله قائلاً: "أصبحت أوضاع أطفالنا النفسية كارثية بسبب أصوات القصف وتكرار مرور الطائرات الحربية". وأكد استعدادهم للعيش في أي مكان يوفر الأمان، حتى لو كان مخيمًا في أيرلندا. منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، ارتكب النظام السوري مجازر جماعية، بينها الإخفاء القسري لما يقارب مائة ألف شخص. بعض اللاجئين عبّروا عن خوفهم من العودة إلى سوريا، حيث يعتقدون أنهم قد يتعرضون للخطر من جماعات مسلحة هناك. تجربة مقابلة عُقدت مع وفد أيرلندي في نوفمبر 2022 تركت أثرًا إيجابيًا لدى اللاجئين، حيث وصفوها بأنها اتسمت باللطف والاحترام، وعبّرت إحدى الشابات عن الفرق بين الشرطة الأيرلندية والسورية التي نشأت على الخوف منها. الهواجس لا تتوقف عند نتائج المقابلات فقط، إذ يختلف تفاعل الأسر السورية مع الجهات الأممية والحكومة الأيرلندية بعدها. بعضهم فضّل الانتظار بغية تلقي أي خبر إيجابي من الجانب الأيرلندي أو الأمم المتحدة. هدى حياة، التي تمت الموافقة على طلبها للسفر إلى أيرلندا مع عائلتها، تحدثت عن حالهم في لبنان قائلة: "الوضع يشبه شخصًا يغرق ويتشبث بخشبة للنجاة. نخشى إغلاق المطار بسبب غارة، ونظل نتابع باستمرار وضعه وما إذا كانت الرحلات الجوية لا تزال مستمرة". أما غادة الحراكي، وهي لاجئة تسكن مع ابنتيها في محطة وقود بسهل البقاع الذي شهد غارات عديدة، أعربت عن رغبتها بالخروج من لبنان مشيرة: "نحن نحب السلام ونريد الابتعاد عن كل أشكال النزاع". كما شاركت نساء أخريات، مثل م. هـ. وك. س.، قائلتين: "نحن على استعداد للعيش في خيمة إذا قبلتنا أيرلندا، فكل ما نبحث عنه هو الأمان". إحدى الأمهات أضافت أن ابنها الصغير يربط أصوات الطيران برحلات السفر التي طالما حلموا بها. بين أحلام الأطفال وأماني الكبار، تحملت الأسر السورية معاناة متواصلة. ومن بين التفاصيل المؤثرة، قالت ك. س.: "لطالما حلمت بغرفة نوم خاصة بي، حلم بسيط لكنه يحمل لي الكثير من المعاني، بعد أن قضيت حياتي أنام بغرفة الجلوس مع عائلتي".
مشاركة المقال: