الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:22 PM

سوريا بين مطامع تركيا ومصالح إسرائيل وأمريكا: هل تتحول إلى ولاية عثمانية جديدة؟

سوريا بين مطامع تركيا ومصالح إسرائيل وأمريكا: هل تتحول إلى ولاية عثمانية جديدة؟

زهير أندراوس: يرى البروفيسور اليهودي الأمريكي جيفري ساكس أن السياسة الخارجية الأمريكية تحركها المصالح فقط، وهو ما قد يفسر دعم الرئيس ترامب لأردوغان في تحقيق طموحاته بالسيطرة على سوريا وتحويلها إلى دولة تابعة، تحاكي أحلام الإمبراطورية العثمانية.

زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن كانت الأسوأ في تاريخ العلاقات بين الطرفين، حيث تعرض للإهانة من ترامب الذي أثنى على أردوغان، مما أثار سخرية الإعلام الإسرائيلي. التدخل التركي المتزايد في سوريا وصل إلى نقطة توتر مع إسرائيل بعد ضربات إسرائيلية استهدفت قواعد جوية سورية كانت أنقرة تسعى لاستخدامها.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان صرح بأن تركيا لا تسعى لمحاربة أي دولة على الأراضي السورية، وكشف عن محادثات فنية مع إسرائيل لتجنب الاشتباكات العسكرية في سوريا. مصادر سياسية في تل أبيب تشير إلى أن إسرائيل لديها خيارات محدودة لمواجهة النفوذ التركي المتزايد.

غاليا ليندِنشتراوس، باحثة في معهد دراسات الأمن القومي، ترى أن تركيا تهتم بسوريا أكثر من إسرائيل وتستثمر فيها بشكل أكبر، وأن اهتمام إسرائيل بسوريا أمني بحت، مما يمنح أنقرة الأفضلية. دعم ترامب لأردوغان يقيد قدرة إسرائيل على المناورة، ويدفعها لتبني نهج الحد الأدنى في سوريا والتركيز على منع نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله.

تركيا دعمت طيفًا واسعًا من الجماعات المتمردة السورية، وقدمت الدعم اللوجستي والطبي والعسكري لكل من قاتل ضد الأسد، بتنسيق من الاستخبارات التركية بقيادة فيدان. زيارة الجولاني إلى تركيا بعد توليه منصبه الجديد تؤكد عمق العلاقات بين الطرفين.

نوايا تركيا في سوريا كانت واضحة منذ بداية الحرب الأهلية: ضمان وجود نظام مستقر وودود على حدودها الشرقية، يدعم مصالحها الأمنية. تركيا تسعى لمنع الإرهاب الجهادي والكردي، وتتصور سوريا كموقع استراتيجي متقدم. كما تسعى إلى أن تتولى الشركات التركية إعادة إعمار سوريا وجني الفوائد، وحل مشكلة اللاجئين السوريين في تركيا.

تفاصيل الاتفاق الأمني بين تركيا وسوريا لم تنشر بعد، مما يدل على حساسية الأمر. تركيا تريد أكرادًا مستعدين للتعاون، لكن قوات سوريا الديمقراطية لديها روابط مع التمرد الكردي في تركيا، مما يجعل الترتيب إشكاليًا.

في الختام، المثلث الأمريكي الإسرائيلي التركي سيعمل على تفتيت سوريا، وسيواصل كونه الخنجر السام في خاصرة الأمة العربية.

مشاركة المقال: