تتطلع حركة حماس الفلسطينية إلى تحقيق "تقدم حقيقي" في المحادثات المرتقبة في القاهرة، بهدف التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض قواته الجوية لثلاثة مقذوفات أطلقت من جنوب غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية يوم السبت. كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الجيش سيوسع عملياته لتشمل "الجزء الأكبر" من قطاع غزة.
أفاد مصدر مطلع في حماس لوكالة فرانس برس بأن وفداً رفيع المستوى من قيادات الحركة سيتوجه إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع مسؤولين مصريين حول الهدنة في غزة. وأعرب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، عن أمله في أن يسفر اللقاء عن "تقدم حقيقي للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب والعدوان، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة". وأشار إلى أن الوفد سيترأسه خليل الحية، موضحاً أن الحركة "لم تتلق أي مقترحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى"، وأن الاتصالات والمباحثات التي يجريها الوسطاء ما تزال جارية. وأضاف أن "الاحتلال يواصل العدوان ويعطل الاتفاق ويضلل عائلات أسرى العدو لدى المقاومة".
استأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية على غزة في 18 آذار/مارس، منهيةً بذلك هدنة هشة مع حماس استمرت شهرين، وفشلت الجهود المبذولة لاستئناف الهدنة حتى الآن. وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس عن استشهاد ما لا يقل عن 1,563 فلسطينياً منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 آذار/مارس، ليرتفع إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 50,933. وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفقاً لإحصاء وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش الإسرائيلي سيطر على محور موراغ الرئيسي بين رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة، وأن المنطقة بين محور فيلادلفيا وموراغ أصبحت جزءاً من المنطقة الأمنية الإسرائيلية. كما أعلن عن توسيع العملية العسكرية لتشمل "معظم أنحاء غزة"، مطالباً السكان الفلسطينيين بإخلاء مناطق القتال.
يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن زيادة الضغط العسكري في قطاع غزة هي السبيل الوحيد لإرغام حماس على إطلاق الرهائن المحتجزين منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. خُطف خلال الهجوم 251 رهينة، ولا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، بينما لقي 34 حتفهم، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي. أتاحت هدنة في 19 كانون الثاني/يناير إعادة 33 من الرهائن، بينهم ثماني جثث، مقابل الإفراج عن نحو 1800 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية. وانهارت الهدنة مع استئناف إسرائيل لعملياتها في 18 آذار/مارس، ولم تنجح جهود إعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.
أكدت حماس أن "المعادلة واضحة" وتتمثل في "إطلاق الأسرى (الإسرائيليين) مقابل وقف الحرب، العالم يقبلها ونتانياهو يرفضها"، محذرة من أن "كل يوم تأخير يعني مزيداً من القتل للمدنيين الفلسطينيين العزل، ومصيراً مجهولاً لأسرى الاحتلال". وحملت حماس نتانياهو "مسؤولية إدامة الحرب ومعاناة أسراه وشعبنا".
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مصر وإسرائيل تبادلتا مسودة وثائق حول اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن المقترح المصري ينص على الإفراج عن ثماني رهائن أحياء وثماني جثث مقابل هدنة تتراوح بين 40 و70 يوماً، وإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين. تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تقدم في محادثات إطلاق سراح الرهائن، قائلاً "إننا نقترب من إعادتهم". وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية نقلاً عن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بتأكيده أن "اتفاقاً جدياً للغاية يتبلور"، مشيراً إلى أنها "مسألة أيام".
أعلن الدفاع المدني في غزة عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين في غارة جوية إسرائيلية غرب خان يونس. ودُفن أربعة فلسطينيين آخرين بعد غارة إسرائيلية على منزلهم في شرق مدينة غزة. وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن "بين 18 آذار/مارس و9 نيسان/أبريل 2025، أصابت 224 غارة إسرائيلية تقريباً مباني سكنية وخياماً للنازحين"، مشيرة إلى أنها تتحقق "من معلومات تتعلق بنحو 36 غارة، مفادها أن الضحايا الموثقين حتى اللحظة هم من النساء والأطفال حصراً".