الخميس, 8 مايو 2025 02:31 AM

توحيد المناطق الكردية في سوريا: هل هو حلم أم خطر انفصال؟

توحيد المناطق الكردية في سوريا: هل هو حلم أم خطر انفصال؟

سامر ياسين/ نور الدين عمر – الحسكة/ حلب

في السادس والعشرين من شهر نيسان/أبريل المنصرم، عقد كرد سوريا مؤتمراً سياسياً بعنوان “كونفرانس وحدة الموقف الكردي” في مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا. عُقد المؤتمر برعاية أميركية وفرنسية وحضرته أحزاب وشخصيات كردية من إقليم كردستان العراق وتركيا ومحافظات الداخل السوري، وصادق المؤتمر على رؤية سياسية فيها مطالب وطنية تخص الشأن السوري وقومية تخص الشعب الكردي.

يقطن الكرد في سوريا في مدن كردية كديرك والقامشلي وسري كانيه وكوباني وعفرين، ومناطق سورية كحلب ودمشق واللاذقية وحماة والرقة، وكانت أولى المطالب القومية ضمن وثيقة المؤتمر السياسية هي “توحيد المناطق الكردية كوحدة سياسية إدارية متكاملة في إطار سورية اتحادية”. هذا المطلب ومطالب كردية أخرى طالتها تهم بالانفصال، كما سارعت الرئاسة السورية إلى رفض مخرجاته قائلة إنها تتعارض مع الاتفاق المبرم بينها وبين قيادة قوات سوريا الديمقراطية، وقال زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت بخجلي، إن المخرجات هي ضد وحدة الأراضي السورية. فماذا يعني توحيد المناطق الكردية ضمن وحدة سياسية إدارية؟

ما الهدف؟

يقول إسماعيل حاج فرحان، عضو اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا، والذي كان حزبه مشاركاً في المؤتمر، لنورث برس، إن “المؤتمر الكردي كان مرتبط بحق الشعب الكردي، وطالب ببناء سوريا جديدة تحفظ حقوق المكونات ومنها حق الشعب الكردي”.

ويضيف “حاج فرحان” أن “المناطق الكردية في سوريا تمتد من مدينة ديرك في الجزيرة أقصى شمال شرقي سوريا، مروراً بكوباني وصولاً إلى عفرين بريف حلب شمال غربي البلاد”.

ويشير إلى أنه عندما يتم ذكر أسماء بعض المناطق التي تتواجد بين الجزيرة وكوباني كمدينة كري سبي (تل أبيض) مثلاً، هي أيضاً ضمن الجغرافيا المحددة لهذا الإقليم، مضيفاً: “وأيضاً بعض القرى والمناطق التي يقطنها الأخوة العرب بريف حلب ومنطقة عفرين، هي أيضاً ضمن جغرافية هذا الإقليم”.

ويقول السياسي السوري الكردي إن الهدف من تطبيق هذا البند “هو توحيد المناطق الكردية ضمن إقليم واحد وبإدارة موحدة وألا يجب أن تكون إدارة كل مقاطعة على حدى كالجزيرة وكوباني، وذلك بحسب مخرجات المؤتمر وبحسب مطالب الشعب الكردي وبحسب القانون الدولي”، على حد تعبيره.

ويشدد أن مطالبهم بأن تكون سوريا اتحادية موحدة لا مركزية منذ عشرات السنوات، ويرى أنها ستكون الحل لبناء سوريا جديدة متماسكة وموحدة اتحادية، تمارس فيها جميع المكونات حقوقها”، على حد قوله.

لا انفصال

يشدد القيادي في الحزب الكردي على أن توحيد المناطق الكردية لا يعني الانفصال عن سوريا “وأن ما أشيع عن المؤتمر بأنه انفصالي هو أمر مرفوض وتحليل خاطئ”.

وطالب المجتمعون عبر الوثيقة السورية في المؤتمر المنعقد برعاية أميركية وفرنسية، بمطالب سورية كشكل الحكم في الدولة السورية وضمان العدالة الاقتصادية، ومطالب كردية أخرى.

لكن سرعان ما أعلنت الرئاسة السورية أن مخرجات المؤتمر تتعارض مع الاتفاق المبرم بينها وبين قيادة قوات سوريا الديمقراطية، وأثير الكثير من الجدل عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان الكرد يدعون إلى الانفصال عن سوريا.

ويلفت القيادي الكردي أن ما تم نقاشه في المؤتمر كان يخص سوريا بالأجمع، قائلاً: “فالحكم في سوريا عندما يكون اتحادياً، فإن جميع المكونات في مناطق سكناها وبحسب الجغرافية التي تقطنها ستكون ضمن سوريا الاتحادية”.

ويشير إلى أن “هناك مناطق أخرى يتواجد فيها الكرد كدرعا وحلب وحماة واللاذقية، مشدداً أن هذا لا يعني أنه عندما يتم تأسيس نظام اتحادي في تلك المنطقة سيكون الكرد شركاء فيها، لأنه وبحسب جغرافية تلك المنطقة والتركيبة الديمغرافية لها سيتم تحديد ماهية نظام الحكم فيها”.

ويبين أنه في الإقليم الذي يطالبون به يضمن حرية العيش للمكونات الأخرى، مضيفاً: “العرب والسريان الآشوريين يعيشون بحرية هنا، وفي المناطق الأخرى هناك مكونات عديدة تتعايش مع بعضها لذلك عندما يتم تأسيس النظام الاتحادي، سيكون بحسب جغرافية وديمغرافية كل منطقة”.

التنوع واللامركزية

من حلب يقول المحلل السياسي، محمد شيخو، إن المؤتمر الذي أقيم في مدينة القامشلي، هو من النوع الأول في تاريخ كرد سوريا، من أجل ضمان حقوقهم في دستور البلاد.

ويضيف “شيخو” لنورث برس، أنه بعد سقوط نظام البعث في سوريا وبعد مضي ثلاثة وستون عاماً ينبغي أن تعيش جميع الأطياف السورية بسلام وأمان في مناطقهم.

ويشير إلى أن السوريين خرجوا ضد النظام السابق من أجل التنوع وضد سياسية اللغة واللون الواحد، داعياً الحكومة الانتقالية أن تأخذ بعين الاعتبار أن سوريا متعددة الأعراق والثقافات.

ويقول إن هذا التنوع الموجود في سوريا لا يمكن السير به بنظام مركزي في هذه المرحلة، مشيراً إلى أنه يجب على الحكومة الجديدة بأن تضع خطة لحل مشاكل جميع المكونات في سوريا لا مركزية تعددية للحفاظ على أمن وسلامة الأراضي السورية.

ويرى أن تدار المناطق في سوريا عبر تشكيل قوى للأمن الداخلي من أبنائها بدون تدخل من مناطق أخرى وفي باقي المجالات وأن يكون العاملون في مؤسسات الدولة في كل منطقة من أبنائها، مشيراً إلى أن تجربة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا حافظت على حقوق جميع المكونات من العرب والكرد والأرمن والسريان الآشوريين الشركس.

وفي تصريح سابق، قال سيهانوك ديبو، ممثل الإدارة الذاتية في الخليج العربي، لنورث برس، إن الكرد من خلال هذا المؤتمر “يؤكدون على تشكيل هوية سورية جامعة تستند إلى منطلقات وقيم الجمهورية السورية، وطرح مسألة الانتماء إلى سوريا بطريقة غير مسبوقة بين مختلف مكوناتها”.

تحرير: خلف معو

مشاركة المقال: