ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية أن 400 مقاتل من تنظيم “الدولة الإسلامية” يوجدون في المملكة المتحدة دون أن يخضعوا لمحاكمات.
ونقلت الصحيفة عن أعضاء في البرلمان البريطاني في تقرير نشر اليوم، 13 من أيار، أن 400 من مقاتلي التنظيم عادوا إلى بريطانيا من بلدان الشرق الأوسط.
وأشار أعضاء “اللجنة البرلمانية المشتركة لحقوق الإنسان” إلى أن المئات من أعضاء تنظيم “الدولة” لم تتم محاكمتهم بالرغم من تورطهم في عمليات “قتل وهجمات إرهابية واضطهاد الأقليات في العراق وسوريا”، وفق تعبيرهم.
ودعت اللجنة الحكومة البريطانية إلى اتخاذ خطوات لضمان إمكانية محاكمتهم في المحاكم البريطانية، بدلًا من العراق أو سوريا حيث وقعت “الجرائم”.
وقال رئيس “اللجنة المشتركة لحقوق الإنسان” اللورد ديفيد ألتون، “هذا أمر لا يمكن لبريطانيا التغاضي عنه ببساطة لمجرد وقوعه في الخارج”.
وأضاف، “نحن نعلم أن مواطنين بريطانيين ارتكبوا أفظع الجرائم في العراق وسوريا في ظل نظام تنظيم (الدولة) وعلينا واجب تقديمهم للعدالة”.
وأشار ألتون إلى أنه لم تتم محاكمة أي مقاتل من التنظيم “بنجاح” بتهمة ارتكاب جرائم دولية في المملكة المتحدة، ويرى أن “هذا الأمر غير مقبول”.
وطالب ألتون بالمزيد من الإجراءات من جانب الحكومة البريطانية لتحديد هوية الجناة، الذين ربما عاد بعضهم إلى بريطانيا، بينما يُحتمل أن يكون آخرون محتجزين في معسكرات في سوريا.
كما دعا تقرير للجنة إلى مزيد من الشفافية حول كيفية استخدام الحكومة لسلطتها في تجريد البريطانيين من جنسيتهم بسبب صلاتهم بالتنظيم.
وكانت بريطانيا حرمت مواطنتها الموجودة بأحد مخيمات شمال شرقي سوريا، شميمة بيجوم، من الجنسية، بسبب انتمائها لتنظيم “الدولة”.
في سوريا والعراق
وضم تنظيم “الدولة” آلاف المقاتلين الأجانب بين صفوفه، الذين قاتلوا في العراق وسوريا، خلال السنوات الماضية.
وبعد انحسار التنظيم، وخسارته لمناطق نفوذه في سوريا والعراق، عاد الكثير من المقاتلين إلى بلدانهم الأصلية، ومنها بريطانيا وبعض الدول الأوروبية، بينما ما يزال بعضهم مع عوائلهم في مخيمات احتجاز شمال شرقي سوريا.
وألقت الأجهزة الأمنية بعدة دول أوروبية القبض على منتسبين بالتنظيم، بعد عودتهم، في حين ما زال بعضهم طليقًا، وسط مخاوف من تنفيذهم مخططات تفجير أو أعمال توصف بـ”الإرهابية”.
وكانت بريطانيا رفضت طلبًا أمريكيًا باستقبال مواطنين بريطانيين من مقاتلي تنظيم “الدولة” الموجودين في مخيمات شمال شرقي سوريا.
من جانب آخر، تتسلم بريطانيا عوائل مقاتلي التنظيم البريطانيين، من “الإدارة الذاتية” التي تدير شؤون مخيمات الاحتجاز شمال شرقي سوريا.
أحدث هذه العمليات، في 16 من نيسان، إذ تسلم وفد بريطاني من “الإدارة الذاتية” امرأة وثلاثة أطفال، وفق وثيقة تسليم رسمية بين الجانبين.