تتواصل عمليات تصدير المواشي السورية إلى المملكة العربية السعودية منذ أشهر، وسط ارتفاع ملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، مما يزيد الأعباء الاقتصادية على المواطن السوري.
بدأت عمليات التصدير في 25 آذار الماضي، حيث أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية عن تحميل أول شحنة مواشٍ عبر مرفأ طرطوس. ووفقًا لبيانات مديرية زراعة طرطوس، فقد بلغ عدد الأغنام المصدرة من المرفأ إلى السعودية خلال العام الجاري نحو 53000 رأس من ذكور أغنام العواس، و8500 رأس من ذكور الماعز الجبلي، باستثناء الدفعة الجديدة المقرر شحنها اليوم الاثنين، حسب وكالة "سانا".
أكد اللحام "خالد .ع"، وهو من مهجري ريف إدلب الشرقي ويعمل في مدينة إدلب، أن التصدير تسبب في ارتفاع أسعار اللحوم، بعد توقعات بانخفاضها بسبب موجة الجفاف التي تشهدها سوريا. وتعتبر هذه الموجة الأسوأ منذ عقود، حيث توقف نمو المزروعات في معظم الأراضي، بما في ذلك الشعير الذي يعتبر المادة الأساسية للعلف، وهو ما كان من المفترض أن يؤدي لانخفاض أسعار اللحوم.
أوضح اللحام خالد أن مربّي المواشي يلجأون عادة في مواسم الجفاف لبيع أكبر عدد ممكن من رؤوس الأغنام بسبب ارتفاع أسعار العلف، لأن تربيتها ستكون مصدر خسارة في هذه الحالة، وبالتالي تؤدي زيادة العرض إلى خفض السعر، وهو ما يستفيد منه المواطن في العادة. لكن اللجوء إلى التصدير حرم السوريين من هذه الاستفادة وتسبب في ارتفاع الأسعار، حيث زادت بنسبة أكثر من 20% خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما أدى إلى تراجع المشتريات وأضرّ أيضًا بمصلحة اللحام.
من جهة أخرى، ترى الحكومة أن في ذلك مصلحة عامة للبلاد. حيث صرح رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة طرطوس، مهند قدور، لوكالة سانا، بأن "عملية التصدير مفيدة جدًا من الناحية الاقتصادية وعائداتها على البلاد، وتنعكس بشكل إيجابي على مربي الثروة الحيوانية، حيث تساهم بتنشيط سوق المواشي وتخفف من معاناة المربين، وذلك نتيجة قلة الأمطار والمراعي".
أكد خالد أن التصدير يحمي المربين بالفعل من الخسائر، فبدلًا من بيع رؤوس الماشية بأسعار رخيصة في السوق المحلية، يجري البيع بأسعار أعلى في الأسواق الخارجية، لكنه ليس في صالح المستهلك.
وبحسب مراسلي حلب اليوم، فإن متوسط سعر كيلو لحم الخاروف يبلغ (110.000 – 120.000) ليرة سورية (يختلف باختلاف المدن والمحافظات)، وفي الشمال الغربي يعادل نحو (430 – 440) ليرة تركية (أكثر من 11 دولارًا).
من جانبه، نقل موقع "أثر برس" عن "مصادر في محافظة طرطوس" أن عملية تجهيز باخرة في المرفأ لتصدير المواشي تجري اليوم، على أن تنطلق عصرًا، ويبلغ عدد المواشي المحملة نحو 9000 رأس، وهذه الباخرة تعتبر الثانية عشر التي تُصدر بعد سقوط النظام، لكن لم يتم تحديد وجهة الباخرة.
ورأت المصادر أن ذلك "يدل على تعافي ونشاط القطاع التجاري في المنطقة"، كما "تمنت المصادر أن يستمر هذا النشاط التجاري في الازدهار وأن يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي".
وكانت باخرة محمّلة بعشرة آلاف رأس من المواشي قد غادرت مرفأ طرطوس منذ أيام، باتجاه ليبيا، وذلك في 14 أيار الجاري.