رغم ما تعتبره تركيا نجاحات في سوريا، تواجه تحديات في تأمين حدودها، وإدارة ملف اللاجئين، والتعامل مع التوترات الإقليمية والدولية، والاتهامات المتعلقة بتغيير التركيبة السكانية في شمال سوريا.
أهداف رئيسية لأنقرة
تؤكد مصادر في الخارجية التركية أن تحقيق المصالحة الوطنية، وحماية وحدة الأراضي السورية، وإرساء الأمن والاستقرار بتطهير البلاد من "الإرهاب"، وإعادة الإعمار، هي أهداف رئيسية للسياسة التركية. يبقى تأمين الحدود، وإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية (التي تعتبرها أنقرة "تنظيماً إرهابياً")، هاجساً أساسياً. وتشدد تركيا على مسؤولية الإدارة السورية في مكافحة "الإرهاب" والحركات الانفصالية، معربة عن أملها في تنفيذ اتفاق دمشق مع "قسد" لدمجها في مؤسسات الدولة، لتجنب عمليات عسكرية جديدة.

أثار مؤتمر "وحدة الصف والموقف الكردي" في القامشلي قلقاً تركياً بسبب الدعوة إلى حكم "لا مركزي" أو "فيدرالي". ورفض الرئيس أردوغان فكرة الفيدرالية، مؤكداً أن دمشق لن تقبل بسلطة غير حكومتها أو هيكل مسلح غير الجيش السوري.
التمسك بوحدة سوريا
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رغبة تركيا في دستور وحكومة تضمن فرصاً متساوية لجميع المكونات السورية، مشيراً إلى الاتفاق بين دمشق و"قسد". وأكد أن تركيا ستواجه "المجموعات التي تستغل الوضع للإضرار بوحدة الأراضي السورية"، وأن الوحدات الكردية ستخرج من الحسابات، "سواء بإرادتها أو بخلاف ذلك".

رغم رفض أردوغان للفيدرالية، تواصل جهات في شمال وشرق سوريا الدفع نحو الاعتراف الدولي بالإدارة الذاتية لـ"قسد"، مما يزيد قلق تركيا.
التعامل مع ملف الأكراد
تعتمد تركيا على الإدارة السورية في التصدي لتهديدات وحدة سوريا، وترغب في نجاح اتفاق دمج "قسد"، وتأمل في تخلي واشنطن عن دعم "الوحدات الكردية". تراقب أنقرة الانسحاب الأميركي وتسعى لإقناع واشنطن بقدرة دمشق على التصدي لبقايا تنظيم "داعش".

طرحت تركيا فكرة تشكيل "تحالف إقليمي" لمحاربة "داعش"، وعقد اجتماع في عمان تم خلاله الاتفاق على إنشاء مركز عمليات مشترك في سوريا.
قلق من تمدد إسرائيل
تراقب تركيا النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا، وتخشى من سيطرة إسرائيل على الأجواء السورية، خاصة مع العلاقة القوية بين إسرائيل والأكراد. تعتبر إسرائيل أي دور تركي متقدم في سوريا تهديداً استراتيجياً. وتسعى تركيا لتوسيع وجودها العسكري في سوريا، وهو ما ترفضه إسرائيل.

تدعم تركيا الإدارة السورية في مواجهة الهجمات الإسرائيلية. ورغم التنافس، لا ترغب تركيا وإسرائيل في مواجهات عسكرية، ويبدو أنهما أقرتا قواعد اشتباك لتجنب الصدام. الحضور التركي في سوريا تحول من الدعم غير المباشر إلى التأثير المباشر، ويتوقع أن يكون لأنقرة دوراً حاسماً في مستقبل سوريا.