الخميس, 8 مايو 2025 02:19 AM

تركيا تدين بشدة "الاعتداءات الإسرائيلية" المتكررة على سوريا وتطالب بتحرك دولي

تركيا تدين بشدة "الاعتداءات الإسرائيلية" المتكررة على سوريا وتطالب بتحرك دولي

أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة" على دول المنطقة، لا سيما سوريا ولبنان واليمن، مؤكدة أن هذه الهجمات تمثل تهديداً مباشراً للسلام والاستقرار الإقليمي، وتتناقض مع القوانين الدولية.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية التركية، ونقلته وكالة الأناضول الرسمية، أن "المجتمع الدولي مطالب بعدم التزام الصمت حيال العدوان الإسرائيلي المتهور"، مشددة على ضرورة اتخاذ موقف دولي حازم تجاه ما يجري، لا سيما في ظل استمرار "سياسات الاحتلال والتدمير التي تنتهجها حكومة تل أبيب".

وربط البيان بين التصعيد الأخير، خاصة في سوريا، وتوجهات إسرائيل التوسعية، معتبراً أن قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع عملياتها العسكرية في غزة "يعكس ذات العقلية التوسعية التي تهدد دولاً أخرى في المنطقة"، مضيفًا أن أنقرة "ستواصل العمل من أجل حماية الاستقرار الإقليمي بالتعاون مع دول الجوار".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أدلى بتصريحات مشابهة قبل أيام، حذّر فيها من أن الاستفزازات الإسرائيلية في الأراضي السورية لا تجلب سوى "الدماء والدموع والموت"، داعيًا إلى تأسيس "سوريا جديدة" تقوم على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية.

وأكد أردوغان، خلال حديثه إلى الصحفيين على متن طائرته بعد زيارة إلى شمال قبرص، أن إسرائيل "منزعجة من تنامي قوة تركيا"، مشيرًا إلى أن أنقرة تراقب عن كثب أي تحركات إسرائيلية قد تطال أمنها أو أمن دول الجوار.

وتأتي الإدانة التركية بالتزامن مع تصعيد عسكري غير مسبوق نفذته إسرائيل داخل العمق السوري، في الثالث من أيار/مايو، حين شنت طائرات حربية غارات عنيفة استهدفت مواقع عسكرية وأخرى مدنية في ريف دمشق ودرعا وحماة، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة أربعة آخرين. كما طال القصف مواقع يُعتقد أنها تتبع منظومات دفاع جوي سورية، إضافة إلى البنية التحتية العسكرية في محيط العاصمة، في تصعيد وُصف بأنه الأوسع منذ بداية العام، وردّت عليه دمشق بإدانة شديدة، مؤكدة أن "العدوان الإسرائيلي يستهدف الأمن الوطني ويهدد وحدة سوريا".

ورغم التحذيرات التي أطلقتها منظمات أممية مثل مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي، والتي شددت على ضرورة احترام سيادة سوريا ووقف الأعمال العدائية، لم تُترجم هذه المواقف حتى اللحظة إلى ضغوط فعلية على إسرائيل، في ظل الانقسام الدولي حول ملفات الإقليم.

وتكتسب الإدانة التركية بعداً إضافياً مع بروز أنقرة كطرف فاعل في دعم المرحلة الانتقالية السورية عقب سقوط النظام في دمشق أواخر العام الماضي، فقد بدأت مؤسسات تركية رسمية وأخرى غير حكومية بالدخول في المشهد السوري عبر قنوات إنسانية وسياسية، سعياً لتثبيت الاستقرار ومنع تجدد الفوضى، وهو ما تنظر إليه تركيا باعتباره أمراً حيوياً لأمنها القومي.

مشاركة المقال: