دير الزور - خاص: مع انسحاب الميليشيات الإيرانية من دير الزور، تتكشف فصول مأساوية حول تأثيرها المدمر على المنطقة. لم تكتفِ هذه الميليشيات بالتدخل العسكري والسياسي، بل عمدت إلى استغلال المؤسسات المدنية وتحويلها إلى أدوات لخدمة مصالحها الضيقة.
أحد أبرز الأمثلة الصارخة هو معهد دار الأرقم التعليمي، الذي تحول من صرح تعليمي إلى بؤرة مشبوهة لتمرير أجندات الحرس الثوري الإيراني الخبيثة.
استغلال التعليم لأهداف خبيثة
تحت ستار التعليم، اتخذت الميليشيات الإيرانية من معهد دار الأرقم مقرًا لأنشطتها السرية، وربطته بالمركز الثقافي الإيراني في تكتم شديد. تشير المعلومات إلى أن المعهد تحول إلى مركز لتجنيد الفتيات واستغلالهن، ونشر أيديولوجيات هدامة تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وطمس القيم الثقافية والأخلاقية في دير الزور.
استغلال ممنهج ومصير مجهول
أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق يتعلق بمصير 30 فتاة، أغلبهن قاصرات، تم جلبهن إلى المعهد من محافظات حمص وحماة وريف دمشق. خضعن لدورات مكثفة وتعرضن لاستغلال جنسي ممنهج تحت غطاء عقود "زواج المتعة" أو بوسائل قسرية أخرى. تفاصيل أعمارهن كالتالي:
- فتاة واحدة من مواليد 1987.
- فتاتان من مواليد 1990.
- فتاتان من مواليد 1991.
- فتاة واحدة من مواليد 1992.
- ثلاث فتيات من مواليد 1994.
- فتاة واحدة من مواليد 1995.
- ثلاث فتيات من مواليد 1996.
- فتاتان من مواليد 1997.
- فتاة واحدة من مواليد 1998.
- ثلاث فتيات من مواليد 1999.
- فتاتان من مواليد 2000.
- فتاتان من مواليد 2001.
- فتاة واحدة من مواليد 2003.
- فتاتان من مواليد 2004.
- فتاتان من مواليد 2005.
- فتاتان من مواليد 2006.
لا يزال مصير هؤلاء الفتيات مجهولًا بعد انسحاب الميليشيات، وسط مخاوف من تعرضهن للاستغلال ضمن شبكات أوسع تديرها الميليشيات.
طرق التجنيد القسرية
أفادت شهادات العاملين في المعهد بأن الفتيات تم تجنيدهن بوسائل غير شرعية شملت الاختطاف والتهديد أو الإغراء بالزواج المؤقت. بمجرد انضمامهن، خضعن لعمليات تلقين مكثفة تهدف إلى فصلهن عن محيطهن الاجتماعي وإعدادهن لأدوار تخدم أجندات الميليشيات، مثل الانضمام إلى الكتائب النسائية التابعة للحرس الثوري.
هذه الكتائب تؤدي أدوارًا أمنية وعسكرية إلى جانب التغلغل الاجتماعي عبر أساليب الإغراء الجنسي، وتشارك أيضًا في تجارة المخدرات وعمليات التجسس والاغتيال.
تدمير القيم الاجتماعية
لم يكن تحويل معهد دار الأرقم إلى مركز للأنشطة الإيرانية مجرد عمل مؤقت، بل كان جزءًا من استراتيجية تهدف إلى تدمير القيم الاجتماعية للمجتمع المحلي. عبّر أحد جيران المعهد عن استيائه قائلاً: "ما يحدث هنا أشبه بمرض معدٍ ينتشر بسرعة، ونحن بحاجة للتصدي له قبل أن يتفشى أكثر".
دعوات للمحاسبة وإعادة البناء
مع خروج الميليشيات الإيرانية، يطالب السكان المحليون بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، إلى جانب كشف مصير الفتيات وإنقاذهن من براثن الاستغلال. كما يدعون إلى إعادة بناء المؤسسات التعليمية بما يضمن استعادتها لدورها النبيل بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
يمثل معهد دار الأرقم نموذجًا صارخًا للدمار الاجتماعي الذي خلفته الميليشيات الإيرانية في دير الزور، حيث تجاوزت أفعالها حدود السيطرة العسكرية لتشمل تفكيك المجتمع وتشويه مؤسساته.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف يمكن للمجتمع أن يعيد بناء نفسه في مواجهة هذا الإرث الثقيل؟ وما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الجهات المحلية والدولية لضمان تحقيق العدالة واستعادة الاستقرار؟
وفيما يلي: ناصر الناصر مدرس في المعهد