الخميس, 8 مايو 2025 05:11 PM

تحولات إقليمية: وساطة إماراتية سرية بين سوريا وإسرائيل.. ما الأهداف والدلالات؟

تحولات إقليمية: وساطة إماراتية سرية بين سوريا وإسرائيل.. ما الأهداف والدلالات؟

القامشلي – نورث برس

يرى الباحث السوري جمعة محمد لهيب أن توسط الإمارات في محادثات سرية بين إسرائيل وسوريا يعكس تحولات جديدة في السياسة الإقليمية. جاء ذلك في تصريح لنورث برس، الخميس، تعليقاً على تقرير نشرته وكالة "رويترز" الأربعاء، كشف عن وساطة إماراتية في محادثات سرية بين الطرفين.

وأشار التقرير إلى أن الإمارات تسعى لإنشاء قناة حوار بين سوريا وإسرائيل، في إطار جهود سورية للحصول على دعم إقليمي لإدارة علاقة متوترة مع إسرائيل.

وأوضح لهيب أن تقرير "رويترز" يكشف عن تطورات سياسية وأمنية معقدة في سوريا، تتطلب تحليلاً سياسياً واستراتيجياً معمقاً، معتبراً دخول الإمارات كوسيط يعكس تحولات إقليمية جديدة.

وأضاف: "تسعى أبوظبي إلى لعب دور في إعادة ترتيب الملفات العالقة بين الدول، سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو الاقتصادية. وقد تكون الوساطة بين سوريا وإسرائيل جزءاً من مسار إعادة تأهيل النظام السوري إقليمياً بعد سنوات من العزلة، بالتزامن مع ملفات أخرى مثل التطبيع مع دول الخليج وتقليص النفوذ الإيراني".

ويرى لهيب أن هذا التحرك قد يكون مرتبطاً بمسعى إماراتي لتعزيز نفوذها كوسيط مؤثر بين الأطراف الدولية، خاصة بعد اتفاقيات التطبيع السابقة بين إسرائيل ودول عربية أخرى.

وأشار الباحث المقيم في لبنان إلى أن اقتصار المحادثات على ملفات سياسية واقتصادية، واستبعاد الملفات العسكرية الإسرائيلية، يؤكد أن إسرائيل مستمرة في فرض قواعد الاشتباك الخاصة بها داخل سوريا، رغم وجود قناة دبلوماسية.

وأوضح أن أي تفاهمات سياسية محتملة لن تؤثر مباشرة على النشاط العسكري الإسرائيلي، بل تهدف إلى إيجاد ترتيبات أمنية غير مباشرة، تخفف من حدة التصعيد أو تنظم آليات التعامل مع بعض النقاط الساخنة مثل الجولان أو النفوذ الإيراني، دون الوصول إلى اتفاقيات سياسية شاملة.

ولفت لهيب إلى أن استهداف إسرائيل لمواقع داخل سوريا، وخاصة قرب القصر الرئاسي، يحمل رسالة سياسية واضحة مفادها أن أي تفاوض لن يكون بمنأى عن التصعيد الميداني، وأن توقيت الضربة يهدف إلى وضع إطار تفاوضي وفق شروط إسرائيل الخاصة.

وختم لهيب بالقول إن سوريا وإسرائيل تتحركان في مسارين متوازيين؛ الأول تفاوضي غير علني وغير مباشر، يتعلق بترتيبات سياسية أو اقتصادية، والثاني عسكري مستمر، حيث تواصل إسرائيل الضغط عبر الضربات الجوية لضمان تفوقها الاستراتيجي.

وشدد على أهمية مراقبة كيفية انعكاس هذه المحادثات على النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا، متسائلاً عما إذا كان سيحدث ضبط تدريجي للصراع، أم أن الضربات ستظل جزءاً من معادلة الضغط السياسي.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة

مشاركة المقال: